يستمر المغرب في إغراء علماء الأحافير، حيث اكتشفوا مؤخرا “عملاق البحر المتوحش”، وهو نوع جديد من الزواحف البحرية، في طبقات من الفوسفاط في حوض أولاد عبدون بإقليم خريبكة. وعاش هذا النوع الجديد من الموزاصور الضخم في العصر الطباشيري العلوي قبل 67 مليون سنة.
ونشرت نتائج الدراسة العلمية بدورية “كريتاشيس ريسيرش” (Cretaceous Research) في غشت الماضي، وقد ضم الفريق الدولي باحثين من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا، وجامعة “باث” (University of Bath) البريطانية، وجامعة “بلباو” (Bilbao) الإسبانية، والمكتب الشريف للفوسفاط بالمغرب.
وقال نور الدين جليل، الباحث المغربي المشارك بالاكتشاف: “تم العثور على هذه الحفريات الجديدة بالفوسفاط المغربي، وأثبتت أنها تتوافق مع زواحف عملاقة تنتمي إلى نوع جديد من مجموعة من الموزاصور، ويسمى هذا النوع ثالاسوتيتان أتروكس (Thalassotitan atrox) والذي يعني عملاق البحر المتوحش”.
وبحسب جليل، فإنا هذا الاكتشاف ساعدهم في إكمال الصورة عن الزواحف البحرية الكبيرة التي عاشت قبل الانقراض الجماعي، فبفضل فكيه وأسنانه الهائلة، كان “ثالاسوتيتان أتروكس” حيوانا ضخما يتغذى على الزواحف البحرية الأخرى مثل “البليزوصورات” (plesiosaurs) والسلاحف البحرية وحتى الموزاصوريات الأخرى.
واعتبر جليل، أن الفوسفاط لم يكشف بعد عن كل أسراره، مؤكدا على أنها مجرد بداية لسلسلة طويلة من الاكتشافات العلمية، ويتطلب الأمر الكثير من التمويل لمواصلة الدراسة. واختتم الباحث القول بأن هاته الحفريات “ذاكرة فوسفاط المغرب”، وهي ذات قيمة علمية وتراثية، وتستحق الاحتفاظ بها في المتاحف الوطنية من ناحية لعرضها للجمهور ورواية قصتها، ومن ناحية أخرى لضمان بقائها وانتقالها إلى الأجيال القادمة.
أي نتيجة
View All Result