يعود المحجوب السالك، مؤسس حركة «خط الشهيد» وهي أول حركة احتجاجية داخل جبهة البوليساريو، إلى المحطات الأساسية في تاريخ النزاع بين المغرب والجبهة، كما يتحدث في هذا الحوار، الذي أجرته معه «زمان» عن الأوضاع داخل مخيمات تندوف، وعن الدور الذي تلعبه الجزائر لإطالة أمد النزاع.
كيف تقدمون “خط الشهيد”؟
تضم حركة «خط الشهيد» مجموعة من المناضلين والأطر والمحاربين في جبهة البوليساريو، توحدهم الرغبة في التأسيس لمعارضة سياسية ضد القادة الحاليين الذين احتكروا السلطة. كما تهدف الحركة إلى وضع حد للصراعات المفتعلة داخل المخيمات والتي تستفيد منها الطبقة الحاكمة وحدها، والتي تعمل على إطالة الوضع القائم، في الوقت الذي أصبحت فيه بيدقا مثاليا في يد الدولة الجزائرية. فبعد أربعة عقود من المعاناة مع وضع لم يعد قابلا للاحتمال، قررنا الإعلان، شعبيا، عن معارضتنا للقادة الحاليين. ويتمحور نهجنا حول ثلاث نقط أساسية، الأولى تنص على السماح للصحراويين في مخيمات تندوف بالاختيار الحر والنزيه لممثليهم، وذلك لن يكون إلا بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية، لأن الوقت حان لتغيير فريق استمر في السلطة منذ 40 سنة. وتتعلق النقطة الثانية بإعمال العدالة والديمقراطية داخل المخيمات التي ما تزال تعيش على إيقاع سنوات الحرب الباردة.فيما ترتبط الثالثة باعتماد مقاربة عصرية للتناوب حول السلطة والحكامة الجيدة. ليس من حقنا تجاهل الأجيال الجديدة لصالح طغمة لم تجدد دمها منذ وقت طويل، والنتيجة أنها أصيبت بالشلل.
منذ متى وأنتم تحملون هذه المطالب؟
من المفارقات أنني تبنيت أفكار التغيير هاته، تحت التعذيب، حين كنت معتقلا في سجون البوليساريو السرية. كان ذلك ما بين 1982 و1989. لم يكن أحد يتخيل أنني سأخرج حيا من تلك الزنازين. ففي تلك الظروف، اقتنعت، بشكل طبيعي، بأن قيادتنا نهجت الطريق السيء، حين تخلت عن الطريق التي خطها الشهيد الولي (الولي مصطفى السيد، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو)، مرشدنا ومهندس ثورتنا.
مباشرة بعد إطلاق سراحي في عام 1989، التحقت بالمحتجين في المخيمات، ثم اخترت استراتيجية المعارضة من الداخل، في مؤتمرات البوليساريو، سواء كانت شعبية أو عمومية. لكن في نهاية المطاف، أدركت أن تلك المؤتمرات مجرد مشاهد مسرحية. فالحكام يتحكمون في كل شيء وهم من يختارون المشاركين ويزورون الانتخابات ببنيات وقواعد ُوضعت على مقاس رجل واحد، هو محمد عبد العزيز.
حاوره حسن أوريد وسامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 19 من مجلتكم «زمان»