أعلن أساتذة مادة الفلسفة أنهم قرروا الاعتصام أمام مقر وزارة التربية الوطنية أيام 21 و22 و23 دجنبر 2016. وقالت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة إن القرار جاء على خلفية ما تضمنته مقررات مادة التربية الإسلامية الجديدة في السنة الأولى بكالوريا. وأشارت الجمعية، في بيان، إن تلك المضامين “تسيء إلى مادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية، لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم”. وجاء في إحدى صفحات كتاب التربية الإسلامية أن ابن الصلاح الشهرزوري أجاب حين سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة: “الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبس بها، قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد”. وأضافت الجمعية أن المضامين “لا تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية، التي تعتبر مكونا من المكونات الأساسية لهوية الأمة المغربية، وتشكل تراجعا عن المكاسب الديمقراطية والحقوقية والحداثية”. ورأت الجمعية أن الدولة ووزارة التربية الوطنية تتحملان مسؤولية “الدفع بالبلاد والتعليم إلى الفتنة والتطرف، من خلال الإشارة إلى كتب مدرسية متزمتة ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف، وتهيئها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين”. في مقابل ذلك، قالت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إن المرجع الرسمي لتدريس كل المواد الدراسية هو المنهاج الدراسي الصادر عنها، بكل وثائقه المؤطرة للعمل التربوي. وجاء رد الوزارة، في بلاغ أصدرته، في بداية الأسبوع، “على إثر ما تم تداوله من طرف مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر إعلامية بخصوص بلاغ صادر عن الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة يهم مجزوءة “الإيمان والفلسفة” المقررة في البرنامج الجديد للتربية الإسلامية بمستوى السنة أولى باكالوريا. وشددت الوزارة على أن “الكتب المدرسية هي وثائق مساعدة اختارت بلادنا، منذ حوالي خمس عشرة سنة تطبيقا للمبادئ المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، أن تكون متعددة ومن تأليف مؤلفين فاعلين تربويين طبقا لدفاتر التحملات المعدة لهذا الغرض”. وأضافت أن منهاج التربية الإسلامية الجديد “يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد على تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني، والذي تمثل مجزوءة “الإيمان والفلسفة” أحد مظاهره”.
أي نتيجة
View All Result