انفجر صراع شرس بين الفرنسيين والأمريكيين في المغرب، كان المجال التجاري والاقتصادي أحد جبهاته الرئيسية، وكانت “كوكاكولا” إحدى علاماته.
في قلب معمعان الحرب العالمية الثانية، كان المغرب يرزح تحت الحماية الفرنسية، وفرنسا محتلة من طرف ألمانيا النازية التي قامت بتنصيب حكومة فيشي الموالية لها. في سياق الأزمة هذا الذي كانت تعيشه فرنسا الكولونيالية، سيحاول الأمريكيون استغلال هذا الظرف العصيب الذي يمر به حلفاؤهم لمحاولة تثبيت أقدامهم في المغرب ومشاكسة الفرنسيين في مجالهم بشكل تدريجي. في هذا المناخ إذن، جرى توقيع ما عرف باتفاقية ويكارد-مورفي في فبراير من سنة 1941 والتي بموجبها ستحصل الولايات المتحدة على حق الاستمرار في تصدير منتجاتها إلى البلدان المغاربية، بل ستصبح المزود الحصري لهذه البلدان بـ«التبغ والفحم وكبريت النحاس، بالإضافة إلى التوزيع المجاني للقمح الأمريكي والحليب والقطن».
سيقضي هذا الاتفاق أيضا بأن ترسل أمريكا إلى هذه الدول مراقبين اقتصاديين، عرفوا بمساعدي القناصل وكان عددهم 12، وذلك بغرض الوقوف على سير توزيع هذه المواد والمساعدات، والتأكد من عدم استفادة الخصوم منها. لكن سرعان ما تبين أن المهمة المعلنة لهؤلاء المراقبين لم تكن سواء غطاء لعملية استخباراتية لجهاز مكتب الاستخبارات الاستراتيجية (السي آي إي) بهدف التحضير لعملية الإنزال الأمريكي في شمال إفريقيا والتي حصلت في 8 نونبر من سنة 1942، وقد جرى تكليف العميل كينيث بيندار بإدارة هذه العملية.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 43 من مجلتكم «زمان»