عمل بنو مرين، منذ بدايتهم، على تشكيل نخبة عسكرية قوية لترسيخ حكمهم، إلى حد أصبح أفرادها يشاركون السلاطين في القرار، وأحيانا الاستبداد بهم.
تكاد أدبيات المسلمين في مجال السياسة تجمع على أهمية الجند باعتباره، إلى جانب المال، ركنا أساسيا وضروريا لبناء الدولة والحفاظ عليها؛ ففي هذه الأدبيات، تتكرر عبارة «الملك بالجند والجند بالمال» لترسخ بديهية جوهرية في الفكر السياسي للمسلمين، مفادها أن أساس بناء الدولة وبقاءها واستمرارها مرتبط أشد الارتباط بقوة الجيش أو ضعفه. أما عبارات “العمارة” و”العدل” و”الإحسان”، فما هي إلا أمور تتعلق بنوع الملك والدولة وليس بأساسه.
المال قوة السلطان
الفكرة ذاتها أكدتها كتب السياسة خلال العصر المريني، فأصحابها لاحظوا الأهمية الخاصة التي اكتساها الجند بالنسبة للدولة المغربية خلال العصر الوسيط بشكل عام، فبرزت ثنائية جدلية، يتمثل طرفها الأول في الحاجة إلى المال لتمويل القوة العسكرية المستعملة للوصول إلى الملك والحفاظ عليه، فأقرت بـ«أن المال قوة السلطان»، به «يخلق الرجال ويأتي بهم».
حميد تيتاو
تتمة الملف تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»