عندما احتل البرتغاليون أگادير، سارعوا إلى بناء حصن سانتاكروز للتحكم في المرفأ الذي شكل، في وقت ما نقطة عبور بين لشبونة وباقي العوالم في ما وراء البحار، قبل أن يطردهم السعديون.
يحيل اسم حصن “سانتاكروز دي كابو دي كي” إلى “الصليب المقدس لرأس إيغير”، حيث كان ينتصب بأعلى بناء فيه صليب ضخم. وهو عبارة عن قلعة أقامها البرتغاليون في إطار سياستهم التنافسية مع غرمائهم الإسبان على السواحل المغربية الأطلنتيكية. وقد استندوا في عملية استيلائهم على المنطقة لعرف كان معمولا به في العلاقات الدولية آنذاك، يقضي بأن كل من وضع قدمه على أرض قبل الآخر فهو أحق باحتلالها من غيره. مكن ذلك لشبونة من ربط علاقات تجارية مكثفة مع سكان المناطق المجاورة لذلك الموقع، خاصة قبيلة ماسة، وكان هذا بداية من 1447م. وقصد توسيع البرتغاليين مجال حركتهم التبادلية، أقاموا وكالة تجارية سنة 1497م، وذلك بموضع سلمته ماسة للملك البرتغالي ضوم مانويل Dom Manuel) 1521-1495)، نظير حمايتها، وتقديم الدعم العسكري لها لمواجهة خصومها، وفتح المرافئ المغربية التي يحتلها أمام تجارتها. عُرف حصن سانتاكروز عند المغاربة باسم “دار البرتغال” أو “دار الرومية” أو “أگادير لْرْبَع”، لوجود أگادير هناك، ولالتئام سوق أسبوعي كل يوم أربعاء، ويطابق المكان أيضا الموضع المعروف باسم “فونتي” (Fonte)، أو العين، نظرا لجريان العيون بذلك المكان.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»