يفيد خالد بن الصغير، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن العلاقات بين المغرب وبريطانيا تعود إلى العقد الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، حين كانت إنگلترا تواجه تهديدات حقيقية من قبل فرنسا، فأرسلت بعثة سرية إلى السلطان الموحدي محمد الناصر للحصول على مساعدة من المغرب.
إلى أية مرحلة تاريخية وفي أية ظروف تعود بداية العلاقات بين المغرب وبريطانيا؟
على الرغم من الاختلافات الأساسية الموجودة بين البلدين على المستويات الجغرافية والدينية والاقتصادية، فإن الاهتمامات الإنگليزية بالمغرب كانت باكرة جدا، وتعود حسب الوثائق المحفوظة في بريطانيا، على الأقل، إلى العقد الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، حين كانت إنگلترا في عهد الملك جون (1167-1216) تواجه تهديدات حقيقية من قبل فرنسا.
إذن بريطانيا تقربت من الموحدين لمواجهة فرنسا ثم من السعديين للوقوف ضد التوسع الإسباني؟
نعم، وقد أرسل الملك جون بعثة سرية إلى السلطان الموحدي محمد الناصر (1199-1213) للحصول على مساعدة من المغرب، غير أن البعثة فشلت في تحقيق هدفها لأسباب سياسية ودينية قد يطول الحديث عنها. وبعد القرن السادس عشر، أصبحت التجارة خير وسيلة لتمتين العلاقات وتقويتها بين البلدين، خاصة على عهدي السلطانين السعديين عبد الملك (1575-1578) وأحمد المنصور (1578-1603) اللذين عاصرا الملكة إليزابيث الأولى (1578-1603). وقد تعززت العلاقات السياسية بين الجانبين بعد تبادل عدة بعثات دبلوماسية توجت بتحالف مغربي-بريطاني ضد إسبانيا الغازية التي كانت تهدد مصالح البلدين. وعلى الرغم من تقلب الأحوال السياسية في المغرب بعد انهيار الدولة السعدية، ظلت إنگلترا دائمة الاهتمام بالمغرب وخاصة على مستوى التجارة وقضايا تحرير الأسرى، حيث أبرمت سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع جميع الأطراف المتصارعة على الحكم في المغرب بعد تراجع دولة السعديين وقبل أن يحسم الأمر لفائدة العلويين.
المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»