اعتاد المغاربة منذ قرون طويلة على الدّيْن والتسلف في أوقات الحاجة والعوز، بين القبيلة الواحدة أو بوسائل شتى.. لكن مما تذكره المصادر التاريخية أن الزوج خلال العصر الوسيط كان يستدين من زوجته عبر وثيقة تؤكد ذلك.
كانت مجموعة من المعاملات الخاصة بالدين والسلف تتم بين أفراد الأسرة الواحدة، وبالتحديد بين الزوجين. إذ وردت أخبار عن هذه المعاملات في النوازل التي أفتى فيها فقهاء العصر. يذكر المؤرخ إبراهيم بوتشيش في مقالته حول “ظاهرة الدين والسلف في المجتمع المغربي خلال العصر الوسيط”، أن الفقيه اللخمي سئل في إحدى النوازل “عمن أسلفت زوجها مائة دينار”، وهو نص يشي بحاجة الزوج إلى المزيد من المال لتغطية عجز دخله. يقول المؤرخ أن تسليف الزوجة لزوجها قد يكون من باب السعي إلى كسب محبته والمزيد من تعلقه بها.
أما في حالة الخصومة بين الزوجين، بحسب المصادر ذاتها، فإن مسألة الدّيْن تثار بين الزوجين. وفي هذا الصدد وردت على الفقيه ابن مرزوق نازلة حول شجار رجل مع زوجته، حيث طالبته بأداء ما عليه من ديون لها، فأنكر الزوج ذلك. وفي مثل هاته الحالات، تضيف المصادر، كان الأمر يتم بتوثيق ما بينهما، فهذه الزوجة بعدما أنكر زوجها ما عليه، استدلت على صدق دعواها برسم (وثيقة) يبين أنه استدان منها عشرين دينارا ذهبيا.