يفخر المغاربة الآن بأنهم يملكون محطة من بين أكبر المحطات لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، وهي الموجودة بورزازات جنوب المغرب. وما يزال العمل في إطار توسيع هذه التقنيات مستمرا بشكل أوسع. لكن مما لا يعلمه الكثيرون أن المغرب عرف تقنية الطاقة الشمسية واشتهر بها منذ عصوره الوسطى.
يقول ابن الهيثم البصري: إن من أشرف ما استنبطه المهندسون وتنافس فيه المتقدمون وظهر فيه بديع خواص الأشكال الهندسية وما ينشأ عنها من الأمور الطبيعية، اصطناع المرايا المحرقة بانعكاس شعاع الشمس، فسلكوا من اتخاذها وجوها مختلفة… حيث تتخذ صفيحة من الفولاذ ذات سمك خاص.. وهي لا تكون إلا في ساعات معينة وباتجاهات خاصة.
لقد ألف كثيرون حول الموضوع، وقد عرف هذا “الجهاز الحربي” على نطاق ما نزال نحن بحاجة فيه إلى مسح أوسع لمعرفة مدى تصنيع العرب له… ومن خلال قراءة كتب الحسبة التي ألفت في الغرب الإسلامي يظهر أن الناس في الأندلس والمغرب كانوا يعرفون عن استغلال الطاقة الشمسية، فقد تحدثوا عن الذين يتوسلون بواسطة تعريض المرآة للشمس لإحراق الأوراق، أمام السذج من الناس..
(المصدر: رسالة ابن عبد الرؤوف: هيسبيريس 1960/ كشف الظنون ج2)