عاشت إميلي كين بالمغرب حوالي أربعة عقود في النصف الثاني من القرن 19. تخلت عن حياتها الإنجليزية واستقرت بوزان وأصبحت تمسى بـ”شريفة وزان”. خلال ذلك، دونت حياتها في كتاب: “قصة حياتي”. ومما سجلت فيه ملاحظاتها عن عادات المغاربة في رمضان.
تقول في كتابها: “إذا أفطر أحدهم لحادث ما، فعليه أن يصوم يوما آخر للتعويض، قبل حلول رمضان الموالي. هكذا، من المفروض تعويض جميع الأيام التي لم نستطع أن نلتزم خلالها بالصوم . يبدو الأوربيون في هذا الصدد مشككين أكثر، ولا يصدقون أن يتم احترام الصيام بهذا الشكل الدقيق. يمكنني أن أقول، وأنا التي شهدت أربعين رمضانا (بين 1872 و1911 تاريخ صدور كتابها) وسط المسلمين من جميع طبقات المجتمع، بأنني لم أر أحدا يتهرب متعمدا من هذه الفريضة الدينية. حتى في حالة المرض التي تعتبر عذرا للإعفاء، يرفض المرضى أن يتناولوا أدويتهم وأغذيتهم خلال ساعات الصوم.
يمكن أن نرى أنه حتى مدمني الخمر ومدخني الحشيش يقدمون برهانا على الامتثال لعدم التدخين ويوقفون عاداتهم. كما أن المشروبات المخمرة أو التي تحتوي على كحول تمنع ثلاث أشهر في السنة. شهران قبل رمضان وطيلة شهر رمضان عن الذي اعتادوا شربها. مبدئيا، فإن الشخص الذي يحترم بشكل دقيق واجباته الدينية لا يستعمل العطور الأوربية، ولا يلبس خاتما أو ساعة أو سوارا من الذهب، أو ملابس تحتوي خيوطا من الحرير أثناء صلاته”.