يخشى أهل الاختصاص في التراث، بإسرائيل، من اختفاء آخر بقايا حي المغاربة في القدس الشرقية، على خلفية استمرار أعمال التنقيب، الجارية حاليا، عن الآثار في الأماكن المحيطة به. وكان حي المغاربة، الذي دمرته إسرائيل في عام 1967 بُعيد احتلالها القدس، قد بني على عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي، من طرف الحجاج المغاربة. ويقع الحي غرب المسجد الأقصى وبمحاذاة “حائط المبكى” الخاص باليهود. وكانت حفريات قد كشفت، أخيرا، عن “بقايا جدران يبلغ ارتفاعها مترا تقريبا وآثار طلاء وفناء مرصوفا بالحصى ونظاما لتصريف مياه الأمطار”، وفق المؤرخ الفرنسي فينسينت لومير الذي يرأس مركز الأبحاث الفرنسي في القدس. وأوضح لومير الذي صدر له كتاب عن هدم الحي تحت عنوان “عند أقدام السور: حياة وموت حي المغاربة في القدس”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية: “لم يتوقع أحد اكتشاف هذا العدد الكبير من بقايا حي المغاربة المحفوظة إلى هذا الحد… كان بإمكاننا السير لبضع ساعات في وسط حي المغاربة القديم في شوارعه وساحاته ومنازله”.
فيما يرى ألون أراد عالم الآثار الإسرائيلي، مدير منظمة تحارب تسييس علم الآثار، أن نوايا سلطة الآثار الإسرائيلية غامضة.
ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى ألون أراد قوله: “الأنشطة الأثرية السابقة في البلدة القديمة ومحيطها تجعلنا نشعر بقلق عميق… إنه تباين غريب، أن يحتفي أحد الطرفين بالتنوع بصوت عال بينما يدبر الطرف الآخر بسرية اختفاءه”، فيما يمكن اعتباره إلى رغبة السلطات الإسرائيلية في إنشاء موقع أثري واسع يحتفي بالتراث اليهودي فقط في القدس، من أجل “تهويد” البلدة القديمة.
ويقول لومير إن عرض القطع الأثرية المكتشفة، التي تضم أيضا ألعابا وأدوات طبخ وغيرها، يمكن أن يكون بمثابة شهادة على “التاريخ العادي لهذا الحي الاستثنائي” وسكانه الذين طردوا، قبل هدم الحي.
وتساءل لومير: “ما هي المباني في حي المغاربة القديم التي سيتم الحفاظ عليها وعرضها وتسليط الضوء عليها في مسار السياحة؟”، قبل أن يضيف: “إذا تم تدمير هذه البقايا الأخيرة في نهاية المطاف، فستضيع الآثار المادية لهذا التاريخ إلى الأبد”.
أي نتيجة
View All Result