في انتظار النسخة الأخيرة من مدونة الأسرة
أثارت وما تزال تعديلات مدونة الأسرة تشغل بال المغاربة، وذلك منذ أن أعلن الملك محمد السادس عن تكليف لجنة قانونية وعلمية بتعديل نسخة .2004 وفي شهر مارس من سنة 2024 رفعت الهيئة المكلفة مقترحاتها وتعديلاتها إلى الملك. وفي 23 دجنبر، ترأس الملك جلسة عمل خصصت لموضوع مراجعة مدونة الأسرة، قدم خلالها كل طرف رأيه حول المدونة، في مقدمتهم المجلس العلمي الأعلى الذي اعترض على ثلاث مسائل فقهية. وبناء على ذلك، دعا الملك إلى «مواصلة التفكير واعتماد الاجتهاد البناء في موضوع الأسرة»، وإلى التواصل كذلك مع الرأي العام حول تلك المقترحات. الأمر الذي جعل وزير الأوقاف يعلن في اليوم التالي أن المجلس العلمي وافق تقريبا على معظم التعديلات راجيا الأخذ برأيه في النسخة النهائية من المدونة.
الإحصاء العام للسكان يقدم أرقامه
في كل عشر سنوات، تشهد المملكة المغربية عملية إحصاء شامل لسكانها. وفي شهر شتنبر من سنة 2024 عرفت البلاد عملية إحصاء هو السابع منذ .1960وخلصت النتائج إلى معطيات ملفتة وصادمة أحيانا .وفي الوقت الذي انتظر فيه المغاربة، بحسب ما استشعروه، أن تكون أعدادهم فاقت الأربعين مليونا، كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن السكان القانونيين بالمملكة بلغ حوالي 37 مليون نسمة (بالتحديد ما مجموعه 36.828.330 نسمة)، مسجلين زيادة بنسبة 8.8 بالمائة عن سنة .2014 وسجلت الأرقام أيضا زيادة لعدد الأجانب المقيمين بالمغرب بنسبة بلغت 71.8 بالمائة، بحيث وصلت أعدادهم إلى 148.152 نسمة. هذا بالإضافة إلى تقديم تفاصيل أخرى حول وضعية عيش مجموع الساكنة.
زيارة تاريخية للرئيس الفرنسي إلى المغرب
شهدت المملكة سنة 2024 حدثا يمكن اعتباره أهم حدث دبلوماسي مر خلال السنة الفارطة، وهو زيارة الرئيسي الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب ولقائه بعاهل البلاد لثلاثة أيام متواصلة، وهو حدث اعتبره المراقبون تاريخيا لعدة اعتبارات. زار ماكرون المغرب في شهر أكتوبر وألقى خطابا مطولا بالبرلمان المغربي حول العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة المغربية بفرنسا، وأكد أن بلاده «تؤمن بأن حاضر ومستقبل الصحراء تندرج في إطار السيادة المغربية». وبهذه الزيارة وبهذا الخطاب طوى البلدان خلافاتهما التي امتدت لحوالي سنتين، وكتبا صفحة جديدة في مستقبل العلاقات بينهما. ولم يمر هذا الحدث بطبيعة الحال دون أن تكون له آثار جانبية، أهمها انزعاج الجارة الجزائر من هذا الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، من عضو دائم بمجلس الأمن مثل فرنسا.
المغرب يظفر أخيرا بتنظيم كأس العالم
بالإضافة إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب بنسخة كأس العالم 2022، سيتذكر المغاربة سنة 2024 بأنها سنة اختيار بلادهم لتحتضن نسخة كأس العالم لسنة 2030 إلى جانب جيرانهم البرتغاليين والإسبان. ففي شهر دجنبر، أعلنت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشكل رسمي عن اختيار المغرب والبرتغال وإسبانيا. وقال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع أن «الترشيح الثلاثي سيرسخ مكانته في التاريخ. إنها المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذا الحدث العالمي في الوقت ذاته، في إفريقيا، مهد البشرية، وفي القارة العجوز، أوروبا». هذا وانطلق المغرب خلال هذه السنة، في تجهيز البنية التحتية لاحتضان التظاهرة الكروية، من ملاعب وطرق ووسائل نقل.
هجرة جماعية صدمت الجميع !
طبعت سنة 2024 بعض الأحداث المؤلمة، من بينها محاولات الهجرة الجماعية بمدينة الفنيدق باتجاه الحدود مع سبتة (المحتلة) في شهر شتنبر. وقد أظهرت مقاطع فيديو صدمت الجميع، حشودا غفيرة، يتقدمها مئات من الشباب يتربصون فرصة العبور عبر الحدود البحرية. وجاءت تلك الحشود حسب ما أفادت به المصادر تلبية لدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحثهم على الهجرة، الأمر الذي جعل السلطات العمومية تتجند للحد من تزايد أعدادهم داخل محطات القطار والحافلات قبل وصولهم إلى المعبر الحدودي. أثارت الواقعة صدمة للمتابعين والحقوقيين، وقد خرج الناطق الرسمي باسم الحكومي وذكر أن الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية ناهزوا 3000 شخص، بينهم إناث وجنسيات غير مغربية.
الجزائر تخرق مبدأ حسن الجوار
لا يمكن تذكر سنة 2024دون استحضار النعرات التي أبداها قادة الجزائر بسبب موقفهم المتطرف من قضية الأقاليم الجنوبية بالمغرب. وأبرز قرار اتخذته الجزائر في تلك السنة هو إعلانها فرض تأشيرة دخول في وجه المغاربة .ففي شهر شتنبر أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن حكومتها قررت «إعادة العمل الفوري بالإجراء الخاص بضرورة الحصول على تأشيرة الدخول إلى التراب الوطني على جميع المواطنين الأجانب الحاملين لجوازات سفر مغربية». لم تتجاوب الخارجية المغربية من جهتها مع القرار، وأبقت على حرية تنقل المواطنين الجزائريين الراغبين في دخول المغرب دون الحصول على تأشيرة (فيزا) الدخول، تفعيلا لمبدأ “حسن الجوار“ المتفق عليه بين البلدين منذ سبعينات القرن الماضي، ورغم إغلاق الحدود البرية بالحدود الشرقية.
وزراء لم يستكملوا ولايتهم…
شهدت سنة 2024 على المستوى السياسي تعديلا حكوميا بعد تراكم العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المؤرقة. وفي شهر أكتوبر تم الإعلان عن أسماء الوزراء الجدد، بحيث تم استبدال أزيد من نصفهم وتضاعف عددهم، إذ انتقل عدد أعضاء الحكومة من 24 وزيرا إلى 31 عضوا. وكانت بعض القطاعات تجر على أصحابها العديد من الأزمات العالقة، من بينها وزارة الصحة، التي تكلف بها أمين التهراوي خلفا لخالد أيت الطالب .كما عوّض عز الدين ميداوي عوض عبد اللطيف الميراوي على رأس وزارة التعليم العالي التي واجهت إضرابات طلبة الطب لعدة شهور. كما تم تعيين محمد سعد برادة، وزيرا للتربية الوطنية خلفا لشكيب بنموسى. هذا بالإضافة لتعيينات في مناصب عليا وعلى رأس مؤسسات عمومية كبرى.
العفو عن صحافيين وناشطين
بعد سنوات من الجدل حول وضع الصحافيين بالمغرب ما بين متابعتهم بقانون الصحافة أو القانون الجنائي، أعلن الملك في شهر يوليوز عن عفوه عن صحافيين وناشطين، المسجونين منهم والمتابعين في حالة سراح، الشيء الذي شكل حدثا بارزا طبع الشأنين الحقوقي والصحفي بالمغرب لسنة .2024 وكانت وزارة العدل قد ذكرت حينها أن الملك محمد السادس أصدر أوامره بمناسبة عيد العرش على مجموعة من الأشخاص، المتابعين في حالة اعتقال البالغ عددهم ،2278 بينهم الصحافيين: توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، وكذلك المتابعين في حالة سراح والبالغ عددهم 182 شخصا، بينهم بعض المدونين والناشطين في المجال الحقوقي والجمعوي.