مكانة المغرب بعد كأس العالم
انتهت سنة 2022 وتركت خلفها حدثا أصبح تاريخيا لدى المغاربة، وهو مشاهدة بلادهم تصل إلى نصف نهائي كأس العالم لأول مرة. وقد تفاجأ العالم بمستوى المنتخب الوطني وروحه القتالية خلال فعاليات كأس العالم بقطر .خلق هذا الانتصار صورة جديدة عن المغرب وإعادة اكتشاف له، ليس فقط من طرف عشاق الكرة المستديرة، بل من عموم سكان القارات .هذا المعطى تخبرنا عنه الأرقام والتقنيات الحديثة التي سجلت تردد كلمة “المغرب“ من بين أكثر الكلمات تداولا عبر محركات البحث الإلكترونية. أما على مستوى الواقع، فيطمح المغاربة والفاعلون، في أن يتم استغلال هذا المكتسب للترويج للمغرب وتحسين مكانته على المستوى الدولي.
دعوة ملكية لتعديل مدونة الأسرة
طبع السنة المنصرمة حدث بالغ الأهمية يخص مكانة المرأة المغربية في المجتمع. ويتعلق الأمر بدعوة الملك محمد السادس إلى مراجعة مدونة الأسرة بمناسبة الذكرى 23 لتربعه على العرش .إذ قال في خطابه إن المدونة «أصبحت غير كافية؛ لأن التجربة أبانت أن هناك عدة عوائق تقف أمام استكمال هذه المسيرة، وتحول دون تحقيق أهدافها» .وقد أحدثت دعوته تلك انقساما في الآراء والتأويلات، بين الحداثيين الطامحين لتعديل المدونة على الرغم من تأكيده بأنه «لن يحل ما حرم لله ولن يحرم ما أحل الله»، وبين المحافظين على الرغم من أن المدونة «قفزة إلى الأمام». هذا وجاء خطاب الملك تزامنا مع تقرير لبنك المغرب تناول فيه وضعية المرأة خلال العقدين الأخيرين.
بوريطة مثل المغرب في القمة العربية بالجزائر
أثير الكثير من اللغط حول مشاركة المغرب في القمة العربية التي أقيمت بالجزائر، يومي 1 و2 نونبر 2022. وتوالت الأحداث بعدما أفادت مجلة “جون أفريك“ الفرنسية أن الملك محمد السادس سيشارك رفقة ولي عهده بشكل شخصي في القمة التي أقيمت في الجارة الشرقية .ثم استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية، وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي، بمقر وزارة الخارجية بالرباط، لتسليم الملك محمد السادس دعوة المشاركة في القمة العربية، وكانت تلك الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول جزائري إلى المغرب، بعد قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات مع المغرب .إلا أن الملك قرر، في الأخير، عدم المشاركة في القمة، وأوفد ناصر بوريطة كممثل للمغرب.
المغرب يواجه الجفاف وأزمة الماء
أثر تراجع التساقطات المطرية، بشكل ملحوظ، على الفرشة المائية وحقينة السدود، مما اضطر السلطات للإعلان عن حالة “الطوارئ المائية“، نظرا لأزمة الماء التي تواجهها المملكة. وعلى إثر ذلك، قامت الحكومة باتخاذ إجراءات استعجالية لمواصلة تزويد المغاربة بالماء، ومن بينها الاستثمار في مشاريع تحلية مياه البحر عن طريق الطاقة النووية، وحفر الآبار. كما خصصت ميزانية مالية لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد بسبب الجفاف. إلا أن التساقطات المطرية الأخيرة، التي شهدتها المملكة في دجنبر، أحيت الآمال باستعادة القطاع المائي بالمغرب لعافيته، بعد سنتين من موجة جفاف حاد، حيث انتعشت السدود المائية بـ1.7 مليارات متر مكعب، بنسبة ملء بلغت 30 في المائة بمختلف مناطق البلاد، وهي الأرقام التي كشف عنها نزار بركة، وزير التجهيز والماء.
أزمة التأشيرات بين المغرب وفرنسا
مرت العلاقات المغربية الفرنسية بفترة من الجفاء، بعدما انخفض قبول طلبات التأشيرات من طرف باريس لأزيد من 50 في المائة مقارنة مع السنوات الفارطة .وتزامنت كل هاته الأحداث مع انتهاء مهمة سفيرة فرنسا في المغرب، هيلين لوغال، في أكتوبر، فيما اعتبر البعض، أن ما زاد من تعميق الأزمة هو الموقف الضبابي لفرنسا بخصوص مغربية الصحراء .إلا أن أزمة التأشيرات انتهت عقب زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، للمغرب، في دجنبر، حيث أعلنت من الرباط في لقاء صحافي عقدته مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، أنه تم «اتخاذ إجراءات لإرجاع الوضع إلى طبيعته بالنسبة لموضوع التأشيرات» .ومن المرتقب أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المغرب، في شهر يناير.
الجزائر تستولي على زليج المغرب
شهدت سنة 2022 كذلك خلافا جديدا بين المغرب والجزائر، وهذه المرة ليس دبلوماسيا، بل تمحور حول التراث اللامادي للمغرب. وتعود الحكاية لقيام الجزائر بالتعاقد مع شركة “أديداس“ العالمية لإنتاج قميص منتخبها لكرة القدم مستوحى من “الزليج المغربي“. الحادثة أغضبت الجانب المغربي الذي اعتبر الأمر ترام واستيلاء على تراث يخص المملكة .ولهذا الغرض، راسلت وزارة الثقافة المغربية الشركة الألمانية ووجهت لها إنذارا باللجوء إلى المساطر القانونية، الشيء الذي دفع “أديداس“ للاعتذار للمغاربة نافية محاولة استغلال تراثهم. وعلاوة على هذا الحدث، لم يفت الملك محمد السادس بمناسبة إقامة “اليونسكو“ لإحدى فعالياتها على أرض المملكة، التأكيد في رسالته للحاضرين على ضرورة التصدي “لمحاولات الترامي غير المشروع على الموروث الثقافي والحضاري للدول الأخرى“.
البوليساريو ”تسمم” علاقات المغرب وتونس
بعد عقود طويلة من الود والصفاء بين المغرب وتونس، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال فعاليات قمة طوكيو للتنمية الإفريقية “تيكاد“ المقامة ببلاده في غشت المنصرم، على دعوة واستقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي. هذا الفعل الذي طبع سنة ،2022 أثار حينها حنق الجانب المغربي الذي قرر عدم مشاركته في فعاليات القمة، لا سيما وأن الجبهة الانفصالية غير مدعوة من طرف اليابان. وقد أصدرت وزارة الخارجية المغربية على إثر ذلك بلاغا شديد اللهجة، تعبر فيه عن استيائها من “التصرفات السلبية“ و“المواقف العدائية“، وهو ما ترتب عنه أيضا استدعاء سفير المملكة في تونس للتشاور .ويأتي تصرف الجانب التونسي هذا، بناء على تشبثه بموقف الحياد في قضية الصحراء المغربية المتنازع حولها.
المنع والجدل يطالان أفلاما سينمائية
طبع سنة ،2022 في مجال السينما، أحداث وجدالات فنية بسبب منع عرض فيلم أجنبي وسحب رخصة مخرج آخر. ففي شهر يونيو، منع المركز السينمائي المغربي عرض الفيلم الأجنبي “سيدة الجنة“ في القاعات السينمائية، وذلك بسبب تعارض الشريط السينمائي مع ثوابت المملكة المغربية وبما يمس مشاعر المسلمين. وفي شهر أكتوبر من نفس السنة، أصدر المركز السينمائي المغربي هذه المرة، مجموعة من العقوبات في حق أصحاب فيلم “زنقة كونطاكت“ بعد أيام قليلة من حصوله على الجائزة الكبرى بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وسبب العقوبات هو تضمن الفيلم لمقاطع موسيقية لمغنية انفصالية تدعم البوليساريو وتحرض ضد وحدة المغرب .وبطبيعة الحال، انقسم السينمائيون حول هذه القرارات الصادرة عن المركز.