لكل مدينة نجومها، وكان من حظ أصيلة الشاعر والقاص والروائي أحمد عبد السلام البقالي. ”زمان” تقتفي مسار رجل استهواه أدب الأطفال والخيال العلمي.
كأنه ما زال يعيش معها. بعد 12 سنة من وفاته، ما زالت زوجة البقالي، السيدة أسية بنعلي، تحتفظ بالكتب التي كان يقرأ، معظمها بالعربية والإنجليزية. وعلى عكس غالبية المثقفين المغاربة، كان البقالي أنگلوفوني الهوى. دراسته في أمريكا للسوسيولوجيا جعلته يتقن الإنجليزية، فضلا عن تقلده مناصب مهمة في لندن وواشنطن .في مكتبه، كل شيء مرتب بعناية فائقة، الجوائز التي حصل عليها، الأوسمة، وصوره مع الحسن الثاني أثناء اشتغاله في الديوان الملكي.. مكتب صغير، أشبه بمتحف يؤرخ لأكثر المراحل توهجا ولمعانا في حياته .وصفته زوجته بالشخصية الرزينة والهادئة، مضيفة: «زوجي نادرا ما كان ينفعل، يؤمن بالحرية، الارتباط لا يعني أن تظل لصيقا بالشخص حتى يضجر، لكل مساحته الخاصة، وأعتقد أن هذا هو سر نجاح علاقتنا». ازداد أحمد بمدينة أصيلة يوم 21 أكتوبر ،1932 كان الابن البكر لوالديه.. غير أنه ترعرع في بيت جده لأمه والتي كانت تدعى دار “بابا الخضر“، كان جده هو حفيد المجاهد الخضر غيلان الذي حرر شواطئ شمال المغرب من الاحتلال البرتغالي. سرد البقالي سيرته الذاتية في سلسلة من الحوارات أجراها معه الباحث أسامة الزگاري، والتي تمخض عنها مؤلف يؤرخ لسيرته الذاتية، نهلنا منه في هذا البورتري .في حديثه عن طفولته، يقول: «ولدت في بيت جدي سيدي الخضر غيلان، بسبب أشغال البناء التي كانت تجري في بيتنا، وتسلمتني جدتي لالة شامة التي كان آخر عشها، خالي عبد السلام، قد كبر عن التدليل، واشتاقت هي إلى طفل جديد يشبع فيها غريزة الأمومة».
سارة صبري
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»