استطاع إيدير، بعبقريته، أن يحيي أسطورة “غريبة وإينوفا”، ويجعلها خالدة إلى الأبد، بعد أن تجاوز صدى كلماتها الأمازيغية منطقة القبايل، مسافرا بين ضفتي المتوسط وإلى كل أرجاء العالم.
لا يختلف اثنان في كون أغنية “أفافا إينوفا” للفنان إيدير من أشهر الأغاني الأمازيغية التي لاقت نجاحا باهرا وشهرة عالمية كبيرة على مدى أزيد من ثلاثين سنة، حيث أعاد أداءها فنانون عالميون وترجمت للعديد من اللغات، فهل تساءلتم يوما عن قصة هذه الأغنية الحزينة؟
إليكم قصتها لمن يقرأها لأول مرة، أو لمن يعتقد أن هذه الأسطورة المستوحاة من التراث الأمازيغي العريق تقتصر فقط على منطقة القبايل بالجزائر.
نهاية حزينة لفتاة
تحكي هذه القصة عن “غريبة” الفتاة اليتيمة الأم والبكر الغالية على والدها “إينوفا”. منذ وفاة أمها، قامت “غربية” بأعباء ومسؤوليات إعالة إخوتها الصغار ووالدها الهرم، الذي فعلت فيه السنون فعلتها حتى صار لا يقوى على الحركة إلا لماما. تستيقظ غريبة كل صباح قاصدة الحقول والغابة لتجمع الحطب لهذا، أو ترعى الغنم لذاك، أو تقص الحشائش لذلك لتضمن لقمة العيش لها ولأسرتها الصغيرة. بعد عمل يوم مضن، تعود غريبة إلى بيتها قبل سقوط الظلام تجنبا لوحش الغابة الذي يحل بالقرية متربصا بأهلها، قارعا الأبواب بحثا له عن فرائس، مستهدفا بخاصة البيوت التي تتأخر الأمهات عن ولوجها إلى ما بعد المغرب.
مصطفى ملو
تتمة المقال تجدونها في العدد 80 من مجلتكم «زمان»