عرف عن المشرق بأنه مجال للأنبياء، وأن المغرب موطن للأولياء. غير أن الكتابة التأريخية، تختزن عدة تجارب ومحاولات لقيام الأنبياء بمغرب العصر الوسيط، وأهمها ما جرى في غمارة.
تُشير المصادر التاريخية إلى أن غمارة بطن من مصمودة، غير أن هناك اختلافا في صلة نسبهم. وأورد ابن خلدون، بتحفُظ شديد بما وصفه بـ«مذهب العامّة»، أنهم عرب غَمَروا في تلك الجبال فتسمّوا غمارة، بشكل يعاكس إشارة دالّة وردت في الاستبصار، وهو مصدر أقدم من سابقه، عن وجود «مُدن وآثار كثيرة للأوائل، تُنبئ أن عمارته قديمة أزلية»، بما يُؤكد تعمير المنطقة من طرف المجموعات القبلية الأمازيعية قبل الزحف العربي على المنطقة.
تمتد بلاد غمارة، حسب الادريسي، في «جبال متصلة بعضها ببعض طولها نحو ثلاثة أيام، ويتصل بها من ناحية الجنوب جبال الكواكب وفي البرية مسيرة أربعة أيام حتى تنتهي قرب مدينة فاس». أما ابن خلدون، فحصرها شمالاَ من «جبال الريف بساحل البحر الرومي عن يمين بسائط المغرب، من لدن غساسة فنكور فبادس فتيكياس فتيطاوين فسبتة فالقصر إلى طنجة». وتُحد من الجنوب «بموطن برغواطة من شعوب المصامدة بريف البحر الغربي وهو المحيط».
حميد هيمة
تجدون تتمة المقال في العدد 15 من «زمان»