انخرط إبراهيم أوشلح، مبكرا، في التنظيم السري لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .وهكذا، كان شاهدا على الكثير من الأحداث التي كان التنظيم فاعلا أو طرفا فيها .فقد كان مسؤولا، في الإذاعة الليبية الرسمية، عن برنامج يُعنى بالمغرب اختار له محمد البصري اسم ”التحرير”. هنا، يعود أوشلح إلى البدايات الأولى مع البصري في باريس، وعن أسفاره إلى الجزائر وسوريا والعراق وإيران لحشد الدعم المالي واللوجيستي لقلب نظام الحكم في المملكة. كما يتحدث عن لقاءاته مع الخميني والقذافي وطارق عزيز… فيما يأتي مقتطفات حصرية لكتاب ألفه أوشلح باللغة الفرنسية سيصدر له قريبا تحت عنوان: Maroc : L’engagement d’une génération pour une nation libre et un peuple émancipé
نداء الثورة ينتظر
«في يوليوز ،1971 دعاني الفقيه البصري إلى اجتماع مهم في باريس. وجدت نفسي جالسًا معه على طاولة في الدائرة الخامسة عشرة بالعاصمة. وبعد أن قدم لمحة عما يقع في المغرب، سألني عن تقدم دراستي وعن نيتي العودة إلى المملكة. ثم قال لي: «لدي اقتراح آخر أقدمه لك. قد يكون حزبنا في حاجة إليك في طرابلس. لقد أقمنا علاقات جيدة مع الضباط الأحرار الشباب الذين أطاحوا بنظام الملك إدريس السنوسي في الأول من شتنبر .1969 وبصفتنا حزبا، اتفقنا معهم على أن يكون لنا ممثل دائم في طرابلس .أنت جيولوجي، يمكنك الاشتغال في هذه الدولة النفطية». أعطاني لمحة عامة عن النظام الجديد. واعتبرهم تقدميين، وناصريين مقتنعين، ومناهضين للاستعمار، ورجالا من الشعب جاؤوا لتوحيد الصف العربي والقوى الثورية ضد الاستعمار في إفريقيا…
في نانسي بفرنسا، لم أخبر أحداً عن ذلك، باستثناء شريكتي. قلت لها: «نداء الثورة ينتظرني».
لقاء الضباط الشباب
«اجتاحني هواء ساخن عندما غادرت الطائرة. كانت موجة حر غير عادية. كان ذلك يوم 12 يوليوز .1971 كان مطار طرابلس ما يزال مجرد حظيرة كبيرة للزنك. حدق بي رجل ممتلئ الجسم متكئًا على جدار حظيرة الطائرات. «الأستاذ إبراهيم؟ مرحبا!». كان هذا القائد منصور. أخذني معه في سيارة “فولكسفاكن“ إلى فندق “ليبيا بالاص“ الفخم… عاد القائد في اليوم التالي ليحضر لي جواز سفري وبضعة الجنيهات الليبية كمصروف للجيب .انضم إليّ فيما بعد جنديان شابان يرتديان زيًا عسكريًا، يحملان نجومًا على الأكتاف ومسدسا على أحزمتهما… كانا في الثلاثينات من عمرهما، وأنا عمري 26 عاماً: «مرحبا أستاذ إبراهيم، أنت في بلدك وبين إخوانك». وسرعان ما بدأ النقاش حول انقلاب الصخيرات .ثم عرضا قصاصة من وكالة أنباء، وأظهرا لي تصريحا للملك الحسن الثاني خلال مؤتمر صحافي قال فيه: «أنا لا أهتم حقًا بالعقيد القذافي، لا أهتم اليوم أكثر بكثير من الأمس إلى حد أنه أنا ملك اليوم أكثر من الأمس. صحراء تفصلني عن القذافي وليست مجرد صحراء رمال!». هل يمكنك ترجمة وشرح هذا المقطع لنا؟ سألاني بلطف.كانت الصعوبة قبل كل شيء هي العثور على المصطلحات الدقيقة باللغة العربية لعبارة .«Je me fous de»
وعلى الرغم من ودهما، لم يكشف هذان الضابطان الشابان بأي حال من الأحوال عن هويتهما أو وظيفتهما . لكن علمت لاحقا أنهما الرائد عبد السلام جلود والنقيب مختار القروي، وكلاهما عضوان في مجلس الثورة، الهيئة العليا في ليبيا. كما علمت أن المكان الذي احتضن هذا اللقاء هو ثكنة باب العزيزية، مقر المجلس الثوري وإقامة العقيد القذافي».
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 132 من مجلتكم «زمان»