إبراهيم بن هلال بن علي ينسبه البعض إلى قبيلة صنهاجة، بيد أن الرواية الشفوية التي تناقلها كبار أهالي تافلالت، تجعله نسبه متصلا بالحسين بن علي وفاطمة الزهراء أي أنه من الشرفاء. بورتريه لرجل كان شاهدا على عصره.
قد تكون رواية النسب الصنهاجي لابن هلال أقرب إلى الدقة لأنها أتت بواسطة ابنه عبد العزيز، وإن كان النسب الشريف جاء في عدة ظهائر شريفة. وينتقل مشكل النسب إلى الكنية أيضا حيث اختلف فيها، فالبعض كناه بأبي سالم، والبعض الآخر كناه بأبي إسحاق. ولد إبراهيم بن هلال سنة 817هـ/ 1414م، في مكان غير معروف، وإن كان البعض يقول بولادته في سجلماسة، بينما تذهب الرواية الشفوية المتواترة إلى أنه جاء إلى هذه المدينة خلال القرن 9هـ/ 15م رفقة أبيه علي .تزوج إبراهيم بن هلال، حسب ما تذكره الرواية الشفوية وأحد الظهائر الشريفة للسلطان مولاي عبد العزيز مؤرخ بعام 1313هـ/ 1895م، الحسنية بنت المولى علي الشريف، وكان له معها أربعة أولاد وبنت، وهم عبد العزيز وعبد الرحمان ومحمد فتحا والقاسم وأم الأسلاف. أما عبد العزيز، فكان عالما درس على أبيه، ورحل إلى تلمسان لطلب العلم. وأما محمد، فيُروى أنه كان من حفظة المدونة الكبرى .أما القاسم، فلم يكن من العلماء. وما عدا ذلك، فإن الغموض يحيط بأخبار أسرته، التي لم يذكرها حتى في فهرسته كما كان يفعل غيره. لم تخض المصادر المتوفرة في مراحل دراسة ابن هلال، والراجح أنه حفظ القرآن والمتون في صغره كعدد من أقرانه، ثم تلقى العلوم الأولية على يد علماء سجلماسة، لأن عادتهم في الماضي ألا يرحل الطالب إلى بلد آخر حتى يستوفي ما عند شيوخ بلده، وبعدها يرحل لاستكمال تعليمه .وكذلك كان بالنسبة لابن هلال حيث رحل إلى فاس وتلمسان لاستكمال ما حصله في سجلماسة. ويتضح من خلال نوازله أنه حل بفاس مبكرا، ورحل إليها مرات عديدة، وأخذ فيها عن محمد بن آملال المديوني (ت. 856هـ/ 1452م)، ومحمد القوري اللخمي (ت. 872هـ/ 1467م) مفتي العاصمة وقتئذ، ومحمد بن حمامة الأوربي (ت. 887هـ/ 1482م)، وأخذ علوم الحديث النبوي عن محمد الأموي الشهير بالطنجي (ت. 889هـ/ 1484م).
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»