شهدت المملكة، طيلة شهر شتنبر الماضي، عملية تجميع المعلومات من الأسر في إطار العملية السابعة للإحصاء العام للسكان والسكنى التي يعرفها المغرب المستقل .لكن المحاولات الأولى لإحصاء المغاربة أو بعضهم على الأقل، بدأت خلال العصر المريني، قبل أن تغيب لتعود مع السلطان العلوي مولاي إسماعيل… تذكرة سفر في الزمن، ماضيا وحاضرا.
عرف المغرب، خلال شهر شتنبر، إجراء عملية الإحصاء من خلال سابع عملية عد للسكان بعد الاستقلال، وإذا كانت نسخة هذه السنة قد عرفت عددا من المتغيرات والمستجدات، بفعل التحولات الرقمية والإدارية والتحديثات التكنولوجية التي عرفها المغرب في السنوات العشر الأخيرة، فإن محاولات تعداد السكان عرفها المغرب منذ العصر المريني، وإن كانت تمت بطرق بدائية وبشكل جزئي يتناسب والإمكانيات المتوفرة يومها، مرورا بعمليات الإحصاء التي باشرها نظام الحماية الفرنسي، وانتهاء بالنسخ الست التي عرفها مغرب ما بعد الاستقلال وصولا إلى إحصاء .2024 فكيف جرت أولى المحاولات خلال عصر بني مرين؟ وكيف كانت نسخ الإحصاء التي باشرها نظام الحماية الاستعماري؟ وكيف نظم المغاربة العملية بعد الحصول على الاستقلال؟
رغم أن المغاربة، حسب رواية الصحافي البريطاني لاورنس هاريس سنة 1909 نقلا عن بعض أصدقائه المحليين، «لا يحبون أن يتم إحصاؤهم»، فإن فكرة الإحصاء بدأت مع المرينيين، ولم يكن الغرض منها تعداد السكان، بل ضبط عملية الانتساب إلى الشرف بطريقة تمنع كل فرد غير قادر على إثبات نسبه إلى آل البيت من الانتماء إلى هذه الطائفة، بهدف ضبط الامتيازات المادية التي أثقلت كاهل ميزانية بيت المال، نظرا إلى ما كانت تستفيده السلطة من تقريبها للشرفاء. هكذا عمدت السلطة على عهدي أبي الربيع سنة 709هـ/ 1310م، وأبي الحسن عام 731هـ/ 1331م إلى إجراء عملية إحصاء الشرفاء، وتمييز “الحقيقيين“ منهم عن غيرهم بعد أن كثر أدعياء الشرف للحصول على الامتيازات المادية.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 132 من مجلتكم «زمان»