كان إدريس بنزكري ذا قناعات شخصية وسياسية وفكرية آمن بها، رغم أنه كان يعرف بئس المآل والمنقلب .لكنه، عرف كيف ينهض من جديد كطائر الفينيق. هنا، سيرة رجل شكل مساره وعمله درسا رائعا للأمل من أجل مغرب أفضل.
يوم ثلاثاء، لكنه لا يشبه أي يوم آخر. إن الحشد الوافد الذي تجمع في الساحة المركزية للقرية الصغيرة يفوق عدد سكانها بكثير. مثل الحشد جميع الحساسيات السياسية في المغرب تقريبا. ومن بين الشخصيات الأكثر أهمية، حضر الجنرال حميدو لعينيكري، المدير العام السابق للمديرية العامة للأمن الوطني، وكان الوحيد الذي لم يدخل المسجد الذي أقيمت فيه صلاة الجنازة عصرا…
عندما سنحت اللحظة المؤثرة لرفع الجثمان، انطلقت القرية بأكملها وسارت كرجل واحد لمرافقة الراحل إلى مثواه الأخير. في الصف الأمامي، لاحظ الجميع وجود إدريس بنزكري، حارس مرمى المنتخب المغربي السابق في مونديال ،1998 وهو صديق مقرب للراحل. كما سرق إلياس العماري الأنظار إلى جانب عدد من الأصدقاء المقربين. كانت اللحظة مهيبة في توديع رجل جعل من دواره، يومها، الأكثر شعبية في المغرب، والأكثر حرارة (ليس فقط بسبب درجة حرارة الجو). أول شيء تلاحظه عند الاقتراب من بنزكري هو لطفه الشديد .يتحدث الرجل بهدوء، بصوت خفيض، خجول ومتحفظ. ومع ذلك، يخفي قدرا كبيرا من العزم. بصوته الخافت، وابتسامته الساخرة الدائمة، وعينيه الناعستين، وطبيعته الطيبة، ومزاجه المتوازن، يمتلك بنزكري كل ما يميز المفاوض الفطري الذي لا يحتاج إلى إجبار نفسه على أن يُسمع صوته. والذي سيسعى دائما إلى الحصول على أقصى استفادة من محاوريه.
كريم البخاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 138 من مجلتكم «زمان»