قدمت لويز هيمفري، الباحثة بمركز الدراسات في التطور البشري التابع لمتحف التاريخ الطبيعي بلندن في المملكة المتحدة، محاضرة تسعى إلى فهم تصورات الإنسان الإيبيروموريسي حول الحياة والموت، كاشفة معيشا مضى بأرض المغرب منذ 25 ألف سنة.
وبدأت المحاضرة التي أجريت في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، بالحديث عن مغارة تافوغالت بالمغرب، مع تقديم نماذج من باقي أرجاء شمال إفريقيا. وقالت الباحثة البريطانية أن مغارة تافوغالت تضم أحد أكثر المواقع الأركيولوجية تميزا في العالم وينبغي صيانتها للمستقبل وهو “مكان من الكهف، خصص للموتى لا للأحياء، واستعمل لأجيال عديدة، وهو منعزل مكانيا عن أماكن الأحياء، فهذا إذن مدفن، هو الوحيد في العالم (الذي يعود إلى مثل تاريخ وجوده).
وواصلت: “عومل الأطفال عند الدفن بعناية، مما يدل على وجود مجتمع يهتم بهم، وبعد الفحص، وعكس المتوقع علميا من طرف محللين للحمض النووي، صارت تافوغالت مصدر أقدم حمض نووي من القارة الإفريقية”. وقدمت همفري تطورات التنقيب في هذه المدافن المكثفة، المتداخلة، التي تضم بعضها 13 جثة، تحفر وتضاف إليها الجثث عبر أجيال تصل إلى ثماني جثث، أي مائتا سنة من العودة للدفن بالمكان نفسه.
كما اكتشف بالمغارة كميات كبيرة من الحلزون القابل للأكل، الذي كان يجمع هناك بهدف التغذية، وعدد من النباتات المستعملة كأطعمة، من قبيل البلوط، بأدلة نباتية “حفظت بتافوغالت جيدا، ولو أننا لم نتوقع أن نجد الاستعمال الغذائي للنباتات بهذه الدرجة في هذا العصر”.
أي نتيجة
View All Result