رغم أن كثيرا من المغاربة لا يستوعبون مفاهيم العقيدة الأشعرية ولا يدركون أصولها وتطبيقاتها العملية، إلا أن هذه العقيدة تعد ثابتا من ثوابت الدولة المغربية، وجزءا لا يتجزأ من هويتها الدينية والوطنية، واختيارا يدرس في كل المستويات التعليمية، ويشار إليه في مختلف الخطب الرسمية.
من هو أبو الحسن الأشعري التي نسبت إليه العقيدة الأشعرية؟ وما هي أهم أصولها وخصائصها والقواعد التي قامت عليها؟ وكيف كان دخول الأشعرية للمغرب وتحولها لعقيدة رسمية؟ وما هي المذاهب العقدية التي كانت بالمغرب قبل دخول عقيدة الأشعري؟ وما هي الأسباب التي دفعت الدولة المغربية لإعادة إحياء الفكر الأشعري والتركيز على كونه واحدا من ثوابت الدولة الدينية؟
لعل أهم ما جاء به أبو الحسن الأشعري والذي جعل مذهبه مقبولا عند جماهير المسلمين، وينتسب إليه أغلب الفقهاء والمحدثين في تاريخ المسلمين، حتى إن الأزهر بمصر صرح أن 90% من المسلمين من الأشاعرة، هو توسطه بين مذهب المعتزلة ومذهب أهل الحديث، وخروجه بعد الصراع العنيف الذي كان بين المدرستين خاصة في قضية خلق القرآن بمذهب حاول فيه الملائمة بين النقل والعقل، ويمكن القول بأن أهم قواعد العقيدة الأشعرية تتمثل في الآتي:
أولا، عدم تكفير أهل الشهادتين، خلافا للمعتزلة الذين جعلوا مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، وأهل الحديث الذين يكفرون بعدد من الأفعال والأقوال بغض النظر عن مقصد من نسبت إليه.
ثانيا، التوسط في قضايا الأسماء والصفات بين مذهب المجسمة الذين جعلوا لله يدا وعينا ووجها وكلاما واستواء على الحقيقة، ومذهب المعتزلة والجهمية الذين نفوا كل الصفات التي ورد بها الشرع، واكتفوا بإثبات صفات سبع يرونها معاني وجودية تقوم بالله، وهي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والكلام والسمع والبصر، فيما لم يثبتوا الصفات الخبرية من وجه ويد وقدم، واختلفوا بين مفوض لها أو مؤول.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»