انبنت الأمة المغربية، خلال العصر الوسيط، على مرتكزات جمعت بين النسب والدين والمجال، وتلاحمت فيما بينها لتكرس الشعور بالانتماء إلى البلد الواحد.
شاع في أوساط بعض الباحثين أن مصطلح “الأمة“ عند المسلمين يحمل مفهوما دينيا، بيد أن العودة إلى ابن خلدون، أحد مؤرخي العصر الوسيط الذي عُرف باستقرائه العميق لتاريخ المغرب والمغارب خلال هذه الحقبة، نجده قد أضفى عليها معنى الجماعة البشرية ذات خصائص اجتماعية (سمات وشعائر) معينة تكونت تاريخيا من شعوب وقبائل، وهو المعنى ذاته الذي ورد في عدد من كتب الحوليات التاريخية وكتب الجغرافيا. كما أنه هذا المفهوم سابق عن مفهوم الجماعة ذات الرابطة الدينية التي حملت في الغالب مصطلح “الملة“.
يصعب الحديث عن “أمة مغربية“ بعيدا عن المجال الشاسع الذي تشكلت فيه، والمقصود به بلاد المغرب أو المغارب بمعنى “أمة مغاربية“ قبل أن تصبح “أمة مغربية“. وقد بدأ ذلك عبر مرتكز الاستقلالية عن المشرق على أكثر من صعيد؛ وفي مقدمته الاستقلال السياسي؛ فقد ظهر هذا المنحى منذ وقت مبكر من العصر الوسيط في مسعى لنقض أي شكل من أشكال التبعية السياسية للخلافة الأموية في المشرق، وسجل هذا انطلاقا من شمال المغرب منذ أواخر القرن 2هـ/ 8م، وعمت شرارته المغارب برمتها، فقد كانت “حركة انفصالية لا رجعة فيها“، لم يقطعها، وإن بصفة محدودة جدا، سوى ذلك الاعتراف الشكلي ليوسف بن تاشفين المرابطي بالخلافة العباسية في بغداد.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 92 من مجلتكم «زمان»