في زمن الجوائح والمجاعات، كان السلاطين يأمرون بفتح مخازن الحبوب لتباع للناس أو لتوزع مجانا على المنكوبين الملهوفين. كان المخزن يقاوم الجراد بوسائل تقليدية، فيدعو السكان إلى جمع بيضه ليشتريه منهم بثلاث ريالات للقنطار ثم يقذف في البحر. وكان الفلاحون يحفرون حول حقولهم خنادق لصد هجوم الجنادب، وكان آخرون يحيطون هاته الخنادق بصفائح من القصدير يتخذونها حاجزا وقائيا من هذه الغارات. أما العلاجات والوقاية والاسعافات فكانت بلا ريب فوق طاقة الحكومة لانعدام الأطباء المغاربة. كان الناس يعمدون إلى اتخاذ الرقي والتمائم، أو إلى التدواي بالأعشاب وأنواع العلاج التقليدي، عند حدوث الطواعين.
لم يكن للسلطان مناص عن الأمر بفتح أمراس الحبوب وبيعها بأبخس الأثمان للمصابين بالجراد والمسغبة. وكانت المطامير (التي كانت علامة للثروة) تمكث فيها القموح المدخرة آمادا طويلة، تتراوح بين 10 و15 سنة، حتى تفسد أحيانا، ويظل الناس يقتاتون بالبقولة، مثلما فعلوا في عام الخبيزة سنة 1819.
(من كتاب الاستيطان والحماية بالمغرب ج1 / مصطفى بوشعراء)