اهتدى الإنسان الذي استوطن جبال الأطلس، إلى تنظيم شؤون حياته وفق نمط عيشه، هذا الواقع أفرز بروز مؤسسات “الإكودار” ، أو المخازن الجماعية التي أسماها أندري آدم بـ”البنوك الأولى” ..”زمان “تحكي قصة هاته المؤسسات التي تتداخل فيها المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
يطلق على المخازن الجماعية في المغرب، تحديدا في الأطلسين الصغير والكبير الغربي بـ“أگادير“ والجمع “إگودار“، دلالة على المخزن والحصن في الآن نفسه. أما في الأطلس الكبير الأوسط والشرقي، فيطلق عليها “إغرم“. عُرِفت في مناطق أمازيغية أخرى في المغرب بأشكال وأسماء أخرى، مثلا في الريف الغربي ما زالت هناك بقايا لهاته المخازن الجماعية تحت اسم “أكرار“.
جذبت هاته البنايات الكبيرة انتباه الأوربيين في رحلاتهم منذ نهاية القرن ،19 حيث كتب عنهم شارل دو فوكو في مؤلفه “التعرف على المغرب“. لكن الدراسات الأكثر دقة، هي الدراسات الكولونيالية التي أجريت في عشرينات القرن الماضي، مثل دراسات روبير مونتاني وأندري آدم وجاك مونيي.. هذا الأخير الذي وصف الإگودار بـ«المخازن التي تشبه القلاع (…) توجد على طول الجدار غرف ذات أبعاد متساوية، وكل غرفة محجوزة لأسرة معينة، أين توضع المحاصيل الزراعية والممتلكات الثمينة: المجوهرات، الملابس، الزرابي، الأسلحة، الذخيرة.. وأيضا عقود الملكية .أگادير له حارس خاص، مسؤوليته مراقبة كل شخص دخل إلى الغرفة المخصصة له، ويحرص على منع أي أجنبي من الدخول إلى المبنى».
سارة صبري – متدربة
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»