منذ فرض معاهدة الحماية على المغرب، سخرت إسبانيا جل وسائلها من أجل إحكام سيطرتها على المناطق الشمالية الخاضعة لها، ومن بين الوسائل قضية التعليم، التي وضعت لها سياسة خاصة تراعي ظروفا وسياقات محلية ودولية، وقلبت بها أوضاع المجتمع المغربي بالشمال.
يحاول هذا المقال سبر سياسة التعليم التي أقامتها إسبانيا وما تزال آثارها بادية إلى الآن. ولتحقيق ذلك، سنعتمد على أطروحة خصصت جزءا كبيرا منها لقضية النظام التعليمي بالمنطقة الشمالية خلال فترة الاستعمار الإسباني، وهي للباحث خالد بويقران، وحملت عنوان: “الاستعمار الإسباني بالمنطقة الخليفية، بين آليات التدخل ومخطط الهيمنة“. وقد اعتمد فيها على كم كبير من وثائق الأرشيف الإسباني. قبل تاريخ توقيع الحماية، كانت الإدارة الإسبانية تهتم بالمسألة التعليمية بشمال المغرب، فحكومة مدريد حددت مخططها منذ مؤتمر برلين نهاية القرن التاسع عشر، وتأكدت نواياها مع مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 الذي قسم المغرب وشمال إفريقيا بين الدول الأوربية. بعد المؤتمر، حرصت إسبانيا على تزويد المنطقة الشمالية للمغرب برعاياها الإسبان من جنود ومبشرين وتجار وموظفين يساعدونها على التغلغل ومعرفة المغرب أكثر. كما وضع المؤتمر أسس سياسة “الأسبنة اللغوية” بالتشجيع على بناء «مراكز تعليمية تابعة للبعثات التبشيرية والإرساليات التي تنطلق من سبتة ومليلية، حيث كان استهداف التوسع الثقافي اللغوي بارزا».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»