عادت الخلايا الإرهابية بالمغرب لنشاطها الذي يهدد ربوع المملكة. ولمواجهة هذا الوضع، أعلن المسؤولون الأمنيون بالمغرب عن نتائج “يقظتهم” الأخيرة.
بالرغم من انكفاء الفكر الإرهابي وتراجع عملياته على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد زوال تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش)، وبعد انتهاء العمليات المسلحة والفصائل المقاتلة في سوريا مؤخرا، إلا أن التهديدات الإرهابية ما تزال تتربص بالمغرب، إذ أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) عن إحباط محاولات كانت بصدد استهداف مواقع ومدن مغربية.
في أواخر شهر فبراير الماضي، فوجئ المغاربة بقيام القوات الأمنية بتدخلات مباشرة لإحباط مخططات سرية بعدد من المدن المغربية، والتي كان أصحابها يستعدون داخل أوكارهم (منازلهم) المتواجدة بأحياء شعبية لضرب أهداف معينة .وقد أعلن (البسيج) خلال ندوة صحافية أن الأبحاث توصلت إلى انتماء خلية مغربية إلى تنظيم “داعش“ الذي تبين أن أفكاره ليست مترسبة فقط، بل متحركة في صمت بالمملكة. وقد بينت النتائج الأمنية أن الخلية يطلق عليها أفرادها اسم «أسود الخلافة في المغرب الأقصى»، وتضم بين أعضائها 12 فردا موزعا في مدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وأولاد تايمة وتامسنا بضواحي الرباط، كانوا يقومون بعمليات استطلاع وتنسيق مؤخرا، وذلك، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش“ بمنطقة الساحل الإفريقي يدعى “عبد الرحمان الصحراوي“ من جنسية ليبية .أين تتجلى الخطورة التكتيكية لهذه الخلية، بإزاء إيمانها بفكر داعش الإرهابي؟ بهذا الخصوص، أوضح، أولا، حبوب الشرقاوي مدير البسيج، أن الأبحاث وتتبع الخلية استغرق عاما كاملا حتى تمكنت السلطات الأمنية بالإيقاع بهم. ومن جهته قدم والي الأمن، عبد الرحمان اليوسفي العلوي، في الندوة ذاتها تفاصيل الخبرة العلمية المنجزة على ما تم العثور عليه. وقال موضحا إنهم عثروا على أربع عبوات متفجرة كانت جاهزة للاستعمال، ويمكن تفجيرها عن بعد، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة النارية والذخيرة، من قبيل سلاحين ناريين من نوع كلاشينكوف وبندقيتي صيد، وعشر مسدسات نارية، و73 خرطوشة من عيارات مختلفة، وقد تم محو وسمها الخاص وأرقامها التسلسلية.
أما بخصوص كيفية تعامل الجهات الأمنية مع التهديدات الإرهابية في مهدها الأول، أي مع درجات الإقناع والتغلغل في فئات المجتمع المغربي، فيذكر بوبكر سبيك الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني، «أن منسوب الفكر الإرهابي ارتفع خلال الآونة الأخيرة، مبرزا أن تنظيم “داعش“ يعتمد أسلوب تصدير العمليات الإرهابية، على الخصوص، عبر إحداث وحدات خاصة بالعمليات الخارجية»، لأنه يعتبر أن «الجهاد لا ينبغي أن يتقيد بأي حدود إلا بحدود الشريعة الإسلامية». كما أن المتطرفين يلجأون إلى استعمال شبكة الإنترنت، مما أدى «إلى ظهور جيل جديد من هذه الفئة، تلقى تدريبا افتراضيا وأضحى مستعدا للقيام بعدة مشاريع تخريبية»، وكحصيلة في هذا الباب، فقد أكد المسؤولون المغاربة إنه «منذ سنة 2016 تم توقيف 600 متطرف ينشطون عبر الشبكة العنكبوتية»، الشيء الذي يؤكد أن تهديدات التوغل مستمرة ما دام النشاط العنكبوتي مستمرا.