حملت أغاني الشيخات أو الشيوخ تعابير عن الحب، اتسمت في أغلبها بالغزل الخفيف، لكن بعضها لم يتورع في تقديم أوصاف فاضحة للجسد.
إذا كان صحيحا أن أغاني الشيخات لها جذور في الغناء العربي القديم، على أساس أن عددا من القبائل العربية استقرت بالسهول الممتدة من تادلة والشاوية إلى دكالة وعبدة والحوز، وتأثرت بالموسيقى الأمازيغية لسوس والأطلس الكبير والمتوسط، فإنه من الممكن أن يكون هذا النوع من الغناء بقي حاملا لبعض ملامح وتصورات سكان جزيرة العرب عن الحب، حتى وإن كان المغني أو المغنية، لا يبوح مباشرة بالحب، فإن هناك بعض التعابير تتردد في الأغاني العربية وتختلف عن نظيرتها في الأمازيغية. فإذا كانت الشيخة تعبر عن شيء ما يختلج في الفؤاد (الفُوَّاد)، فإن الأغنية الأمازيغية تعبر عن ذلك بشيء يلح على الكبد (تَسَّانو). بالطبع يختلف هذا كثيرا، وإن كان ذلك على مستوى المظهر، عن الأدب والشعر الذي يتحدث عن القلب .فلو أننا حللنا الكلمات، وحاولنا فهم المقصود بها، فإن “الفُوَّاد“ هو باطن الجسد كما تعنيه الكلمة لدى عموم ساكنة السهول التي أشرنا إليها؛ وهو كذلك عند الأمازيغ، إذ لو أننا عربنا الكلمة وطبقناها في ميدان آخر، كأن نقول كبد الليل فهي تعني القلب، أي قلب الليل أو جوفه. وتَسَّانو قد تعني بالضبط الجوف الباطن وليس بالضرورة تلك المضغة أو العضلة التي تستقر على يسار القلب في الجوف. وكذلك القلب بالنسبة للشعراء، إذ لا تشير الكلمة إلى المضغة المحركة للدورة الدموية في الجسد.
موليم لعروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»