اندلعت الحرب العالمية الأولى ولم يمر على خضوع المغرب للسيطرة الفرنسية سوى سنتين، ورغم ذلك أصر ليوطي على ضمان مساهمة المغاربة في المجهود الحربي الفرنسي إبان هذه الحرب الكبرى، وكانت النتيجة، حسب أحد الباحثين، إفراغ البيضة دون تهشيم الغشاء، فقد أثمرت جهود المقيم العام مشاركة مغربية وازنة من مؤن وجنود وعمال.
كان طبيعيا أن يشارك المغرب في حفل الانتصار، بالنظر لقيمة مساندته في دعم فرنسا. فتوجه وفد مغربي رسمي لتمثيل السلطان في هذه المناسبة، وقد ضم هذا الوفد في عضويته محمد الحجوي الذي ذهب، كما أورد ذلك في نص رحلته، صحبة وفد من نخبة المغاربة، بصفته نائبا عن فاس عاصمة العلم والمغرب الشرقي، لتهنئة فرنسا بنصرها في الحرب العالمية الأولى، وهو الحفل الذي تزامن مع عيد الجمهورية يوم 14 يوليوز 1919. غير أن رحلة الحجوي المعروفة بـ”الرحلة الأوربية”، لم تقتصر على الشق الرسمي من مهمته في فرنسا، بل تضمنت زيارة إلى الديار البريطانية، بعد أن خلع “رحالتنا” جلباب السياسي وارتدى عباءة التاجر. فانبهر حينا بالحضارة الأوربية وأعرض أحيانا أخرى، أعجب تارة بمظاهرها وجوانبها وتبرم تارة أخرى، بالنظر للمسبقات الثقافية، الواضحة منها المستبطنة، والتي تعيق فهم الآخر ومحيطه فهما عميقا مجردا، وتحجب بالتالي عن المشاهد صور الآخر كما هي في الواقع.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»