كان لافتا حضور مدينتي الداخلة وطرفاية الواقعتين في الصحراء المغربية، إلى جانب مدينة الناظور التي تبعد عن الحدود الجزائرية بحوالي 85 كيلومترا فقط، في قلب الشراكة المغربية-الإماراتية الجديدة.
ووقع الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين 4 دجنبر بأبوظبي، على إعلان “نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المغرب والإمارات العربية المتحدة”.
وفضلا عن الكثير من المشاريع العملاقة الكثيرة المزمع تنفيذها في إطار هذه الشراكة، نالت كل من الداخلة وطرفاية والناظور حصتها من الاستثمارات الكبيرة. ويتعلق الأمر بتطوير مطاري الداخلة (Dakhla Hub) والناظور، وأيضا بتهيئة الموانئ والاستثمار في تدبيرها، خاصة ميناء الناظور في غرب المتوسط، وميناء الداخلة الأطلسي.
وقال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي سيحظيان بضخ استثمارات من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيؤدي إلى “تقوية مكانة المغرب على الصعيدين الجهوي والدولي سواء في مجال التنمية المستدامة أو مجال الأمن والتواصل الدوليين“.
كما اتفق المغرب والإمارات على “بحث تطوير مشاريع مشتركة في المجالات السياحية والعقارية، لا سيما على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي جهتي الداخلة وطرفاية“، مؤكدين “عزمهما الملح على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين والتعاون المشترك إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على الشعبين الشقيقين“. وحين يتم الحديث عن المصالح العليا المشتركة بين البلدين، تكون الإشارة، ولو تلميحا، إلى أمن الوطن وسلامة الحدود.
ويتوقع أن تثير هذه “الشراكة المبتكرة والمتجددة والراسخة بين المغرب والإمارات العربية المتحدة”، الكثير من صداع الرأس لدى نظام العسكر في الجزائر الذي لا ينظر بعين الريبة إلى التقارب بين الرباط وأبو ظبي، بل لطالما اتهم السلطات الإماراتية بتقديم “شيكات على بياض للمغرب بهدف زعزعة استقرار بلاده”. وذهبت إحدى الصحف الجزائرية إلى وصف أبو ظبي بـ”عاصمة التخلاط”، ما معناه بالعامية المحلية أن العاصمة الإماراتية أصبحت وكرا للتآمر.
اليوم، مع هذه الشراكة الجديدة، يتوقع أن يشحذ نظام العسكر وأبواقه سكاكينه لمهاجمة المملكة والإمارة، وقد يجد فيها، مرة أخرى، فرصة للترويج لوجود “عدو خارجي” يتربص بالبلاد، حتى يغطي على إخفاقاته الداخلية.
أي نتيجة
View All Result