بدأ المغاربة، في أواخر القرن السابع عشر، بناء قلعة غير بعيد عن سبتة قصد محاصرة المدينة، غير أن المهمة لم تنجح، بل إن الإسبان تمكنوا من الاستيلاء على الحصن نفسه.
تعددت الأماكن التي حملت اسم الدار البيضاء بالمغرب، فهناك القصور الثلاثة المشهورة بالحواضر السلطانية المغربية، ومنها قصر الدار البيضاء بفاس الذي أنشأه السلطان المولى الحسن الأول. وقد اعتاد المقيم العام الفرنسي خلال فترة الحماية النزول به كلما حل بفاس. كما أن المؤلف المجهول، صاحب كتاب “الدولة السعدية“، وسم فاس الجديد باسم الدار البيضاء، وأطلق الاسم نفسه على أحد قصور بني مرين بالمدينة ذاتها .أما قصر الدار البيضاء بمراكش، فقد شيده على أرجح الروايات السلطان محمد بن عبدا لله، وجدد بنايته السلطان محمد بن عبد الرحمان، وقد تم تحويله زمن الحماية الفرنسية إلى مستشفى عسكري خاص بالفرنسيين. أما قصر الدار البيضاء بمكناس، فهو من تأسيس السلطان محمد بن عبدا لله الذي اتخذ منه إقامة أميرية خاصة به، ثم أضحى هذا القصر بعد اجتياح القوات الفرنسية لمدينة مكناس مقرا لقيادتها، ثم تحول مع الأيام إلى مدرسة حربية لتكوين الضباط من أبناء الأعيان والشرفاء، وكل من له حظوة من المغاربة عند إدارة الحماية.
هناك أيضا الدار البيضاء، المدينة التي كانت تُعرف قديما بأنفا، ثم اشتهرت باسمها الجديد بعد دخول البرتغاليين إليها وتخريبهم لها وإعادة بنائها من جديد في بداية القرن 16م، وأدخلت على بناياتها تعديلات مهمة خلال القرن 18م على عهد السلطان محمد بن عبدا لله، ثم تلا ذلك تحولات عميقة مست بالأساس البنية العمرانية للمدينة خلال القرنين المواليين، حتى أضحت من أكبر المدن المغربية في الوقت الراهن.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»