تخلد مدينة الدار البيضاء، الذكرى 69 لانتفاضة الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر 1952، وبهاته المناسبة، اعتبرت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن تخليد ذكرى الأحداث التي عرفتها الدار البيضاء على إثر اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد “هو حدث بارز وملهم للأجيال الصاعدة“.
وقال عبد الكريم الزرقطوني، رئيس المؤسسة، في كلمة له على صفحة المؤسسة في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك“، أن الأمر يتعلق ب “تحيين دروس هذه الذاكرة قصد تحويلها إلى رافعة لتحقيق الانتظارات الآنية لدى أجيال اليوم، في تحقيق الوحدة المغاربية المنشودة“. معتبرا أن مؤسسة محمد الزرقطوني تحرص دائما على استثمار الذكرى لبلورة منتديات ثقافية وعلمية تستحضر الذاكرة التحررية المشتركة بين الدول المغاربية: المغرب وتونس والجزائر.
وفي ذات السياق، أبرز المتحدث أن جريمة اغتيال النقابي فرحات حشاد، “ليست مجرد حدث عابر في مسار السياسة الاستعمارية“، بل إنها رسالة واضحة المضمون حول أهمية العمل النقابي “وهو العمل الذي يتجاوز في أبعاده الإنسانية النبيلة، الحدود الضيقة للدولة“. موضحا أن العمق المغاربي للمعركة برز في رد الفعل المباشر والسريع الذي عبرت من خلاله أطياف العمل الوطني والنقابي المغربي عن موقفها، عبر مظاهرات واسعة شهدتها مدينة الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر من سنة 1952. حيث “التحم الدم المغربي بالدم التونسي، عندما سقط الشهداء وعذب المعتقلون، ونكل بالمصابين“.
فيما أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هاته المحطة النضالية أعطت “الدليل والبرهان القاطعين على صلابة الروابط وعمق الوشائج التي تجمع الشعوب المغاربية وإدراك زعاماتها وقياداتها لأهمية الكفاح المشترك والتمسك الشديد بأواصر الدم واللغة والدين ووحدة المصير“.
واعتبر المندوب السامي، أن المنطقة المغاربية تحتاج اليوم إلى “هذه الروح الوحدوية لتعيد الحياة إلى شرايين اتحاد المغرب العربي بتفعيل أجهزته ودواليبه التي ظلت مجمدة منذ إحداثه سنة 1989، والدفع في اتجاه تحقيق التكامل الاقتصادي والذي باتت شعوب المنطقة تتطلع إليه“. من جهة أخرى، فإن الظرفية الوبائية، فرضت التفاعل مع هاته الذكرى عبر الشبكة العنكبوتية، من أجل ضمان التواصل الذي يحافظ على تجديد الذاكرة المغاربية المشتركة.
أي نتيجة
View All Result