رفض أغلب الفقهاء المغاربة كل ما يأتي من الآخر”الكافر”، إذ حرموا التلغراف وبابور البر، واعتبروا ”الأطوموبيل “دابة منتظرة، بل حرموا حتى شرب الشاي والقهوة…
شكل احتلال نابليون لمصر عام 1798 صدمة لمختلف الدول الإسلامية بالمنطقة، حيث ظهر بجلاء حجم الهوة بين الغرب والشرق، ومدى تقدم الآخرين وتخلف المسلمين، وكيف أن أوربا قد تجاوزت العالم الإسلامي بخطوات كبيرة نحو التطور والتحديث، بفعل ما عرفته من ثورة ثقافية وفكرية وتقنية. سيتضاعف أثر هذه الصدمة بالمغرب مع احتلال فرنسا للجزائر عام ،1830 ثم هزيمة الجيش المغربي أمام نظيره الفرنسي بمعركة إيسلي عام 1844، واحتلال القوات الإسبانية لتطوان سنة ،1860 حيث وقف المغاربة على حجم الفوارق الشاسعة بين الطرفين عسكريا وتقنيا وتنظيميا، وهو ما فتح نقاشا وجدلا كبيرا حول التعامل مع المستجدات الوافدة من الضفة الأخرى.
فماذا كان موقف الفقهاء من الاحتكاك بين المجتمعات المسلمة ومنتجات الحداثة الأوربية؟ وكيف استقبل الفقهاء دخول الاختراعات والتقنيات الحديثة لبلادهم؟ وهل شكل العقل الفقهي عنصرا معيقا للإصلاح واستيعاب الحداثة وإيجابياتها؟
كان من الطبيعي ألا تكون لحظة احتكاك المغاربة بمنتجات الحداثة الأوربية عابرة أو سهلة، إذ من الصعب على مجتمع تقليدي محافظ أن يستوعب هذه الثقافة الجديدة، والتي كانت في منشئها نتيجة حروب وصراعات وتضحيات استمرت لقرون، فضلا عن أنها وافدة من طرف محتل ومستعمر لهذه البلدان.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»