ما هي علاقة متصوفة المغرب بالشأن السياسي؟ وهل لطبيعة تدينهم ميكانيزمات تتحكم في مواقفهم تجاه السياسة والحكم؟ مثل هذه التساؤلات تُطرح خلال الحديث عن التحولات المبكرة للزوايا ذات النزوع للسلطة.
المثير في انتشار التصوف بالمغرب خلال القرنين 15 و16م، هو نزوع بعض الزوايا وتحول غاياتها الدينية (الروحية) إلى مطامح سياسية، والسعي لأن تصبح سلطة مركزية بديلة عن المخزن .يجد أهل الاختصاص لهذا التحول تفسيرا مرتبطا بطبيعة الزوايا، أو بالأحرى طبيعة تصوفها الذي جعل من زعاماتها الدينية ترنو إلى السلطة. لنعرج أولا على تاريخ التصوف ودخوله إلى المغرب، حتى نفهم ميكانيزمات التحول ومدى ارتباطه ببعض المفاهيم التي بدت دينية ثم تلبست بلبوس سياسي.
يوضح الباحث محمد ضريف، في كتابه عن “مؤسسة الزوايا“، أن التصوف بالمغرب مر بمرحلتين؛ إذ تم إدخاله في مرحلة أولى ابتداء من القرن 11م من قبل حجاج الأماكن المقدسة، مع عدم وصفه بـ“التصوف المغربي” الصرف، لأنه كان “تصوفا شرقيا قلبا وقالبا“. أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة مغربة التصوف، ويجسدها الشيخ عبد السلام بن مشيش الذي سلك مسلكا “تميز“ عن التصوف المشرقي، ثم استكمل تلميذه أبو الحسن الشاذلي مرحلة “المغربة“ لتصل ذروتها مع محمد بن سليمان الجزولي.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»