بنى الشيخ ماء العينين، في عام ،1898 زاويته بالقرب من روضة الشيخ أحمد العروسي، وجعلها أساس بناء مدينة السمارة التي حظيت، دائما، بدعم المخزن.
اقتضت الحاجة إلى الاستقرار بناحية الساقية الحمراء من الشيخ محمد المصطفى بن الشيخ محمد فاضل ولد مامين، المعروف بالشيخ ماء العينين، بناء مدينة السمارة. كان لهذا الشيخ أدوار حاسمة في مقاومة الغزو الأجنبي، سواء منه الإسباني المتربص بجزر الخالدات، أو الفرنسي المتغلغل في السينغال، وكان للمدينة التي أنشأها، والتي اختيرت قاعدة للخليفة السلطاني، إسهام كبير في لَم شمل القبائل الضاربة في تلك الأراضي الصحراوية الشاسعة.
بين عادة الترحال وضرورات الاستقرار
اعتاد الشيخ ماء العينين، عند قدومه إلى أرض الساحل، على التنقل والترحال بحيث أنه لم يستقر في مكان واحد، وكان ذلك قبل بنائه لمدينة السمارة، وقد تعددت المناطق التي أقام بها أو زارها في تلك البلاد التي حل بها عندما كان متجها لأداء مناسك الحج سنة 1858م، حيث اجتاز منطقة أدرار التمر وتيرس والساقية الحمراء وواد نون، ثم مر بمكناس ووصل إلى طنجة ومنها شد الرحال إلى الديار المقدسة. وبعد عودته مرة أخرى إلى أرض الساحل، أنشأ الدار الحمراء فأقام بها ست سنوات ثم غادرها إلى الگعدة حيث ضرب خيامه، فبقي هناك بالقرب من آبار الحگونية مدة من الزمن، ثم رحل إلى أگريزيم ولبطينة الگبلية، واستقر لردح من الزمن بأيمريگل، ثم بعدها رجع إلى أدرار فسكن ببلدة أزوگي بين “أطار” و“فم جول“ .وكان الشيخ ماء العينين كلما نزل بقبيلة تزوج منها، ويذكر المختار السوسي أنه تزوج مائة وست عشرة امرأة، لذلك كان له الكثير من الأبناء ذكورا وإناثا.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»