وقع الاختيار على محمد الصفار ليكون ضمن وفد سفير شاب إلى فرنسا، وتميز الصفار عكس الرحالة المغاربة الذين زاروا أوربا قبله أو بعده بعدم التمترس خلف منطق الرفض لحضارة الآخر.
ألحقت فرنسا بالمغرب هزيمة قاسية بإيسلي في صيف سنة 1844، فحق للجنرال بيجو أن يقول منتشيا: «الآن يمكننا أن نكون كرماء دون أن نكون ضعفاء لأننا ضربناهم بقوة». وجاء التبعات الدبلوماسية لهذا الانكسار قوية ومؤلمة، سواء في طنجة أو في لالة مغنية، مما كرس نوعا من الأمر الواقع، والتسليم بتفوق الآخر، وضعف الأنا، التي استبطنت منذ هذه اللحظة دونيتها وعجزها. فصارت تبحث عن مداخل لتدارك الموقف، حتى «لا يتسع الخرق على الراقع» أكثر، على حد تعبير الكتابات المخزنية لهذه الفترة. فساد نوع من التخبط والارتباك والحيرة في اقتراح الحلول المناسبة، سواء في صفوف الفقهاء أو رجال المخزن المركزي. فالوزير بن إدريس أنشد قائلا: «يا أهل مغربنا حق النفير لكم// إلى الجهاد فما في الحق من غلط»، والكردودي وضع تأليفا بعنوان: «كشف الغمة ببيان أن حرب النظام حق على هذه الأمة».
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 18 من مجلتكم «زمان»