تسكت المصادر التاريخية عن ظاهرة الغلمان في تاريخ المغرب، لكن لا تعدم إشارات إلى وجودهم حتى في الدولة الموحدية التي أقامت دعوتها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
على امتداد التاريخ المغربي، كانت ظاهرة “الغلمان“ حاضرة كجزء من ثقافة الاستعباد التي جرى التطبيع معها من قبل العلماء والفقهاء، كما هو وارد في مصادر تاريخية عديدة.
الصمت عن “الغلمانية”
إذا كانت معظم الكتابات التاريخية، التي ظهرت وأرخت لتلك الحقبة، تشير بالتفصيل والوضوح إلى جزء من مظاهر الاستعباد كـ“الحراطين“ والجواري وغيرها، فإن هذه الكتابات لم تتناول ظاهرة “الغلمانية“ في التاريخ المغربي إلا بشكل عابر، بخلاف كتب تاريخ تراث باقي الدول الإسلامية التي تناولت عددا من ملامح الظاهرة، كما هو الحال بالنسبة لما يمكن أن نقرأه عن العصر العباسي، مثلا، الذي تورد الكثير من المصادر التاريخية قصصا لا تحصى عن استرقاق الغلمان.
يكاد لا يوجد أي أثر أو ذكر في النصوص التاريخية للتغني بحب الغلمان أو وصف مفاتنهم في المغرب الأقصى، كما كان الحال في الشعر العربي، خلال تلك الحقبة من الزمن، باستثناء تلك النصوص التي توثق الحقبة الموحدية في الأندلس وظهور نوع من “الغزل الغلماني“. من الصعب الجزم والحسم إن كان هذا الشح المصدري هو نتيجة حرج مجتمعي، باعتبار أن هذه الممارسات تعتبر خارجة عن نمط السائد والمقبول أخلاقيا أم لمحدودية الظاهرة في التاريخ المغربي، رغم أنه سيكون من الصعب منطقيا التسليم بانعدام الظاهرة في التاريخ المغربي، خصوصا أن الاسترقاق كان “تخصصا“ مغربيا في العصور الوسطى.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»