خص ابن بطوطة، في رحلته المعروفة بـ”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، ذكر حيوانات غريبة وعجيبة في البلدان التي زارها.
تطورت علاقة الإنسان بالحيوان عبر التاريخ، وتطور عبرها تمثل الإنسان للحيوان، ما بين التقديس المشوب بالخوف والرغبة في السيطرة عليه، وما بين النظر إليه من زاوية الأساطير والفلسفة وزاوية الطبيعيات، وما بين النظرة الدينية والنظرة العلمية، وبين عالم الخرافات والقصص الشعبية… حتى يجوز الحديث عن “تاريخ الحيوان“، إذ أن مفهوم الحيوان نفسه هو من صناعة البشر، فبقدر ما يتحدث كثير من الباحثين عن تطور الحيوان وارتقائه، إذا ما استحضرنا نظرية داروين، فإن تصنيفه وإدخال عناصر ضمن النوع الحيواني وطرد أخرى هو من فعل البشر… ورغم ما حققته الإنسانية من “تقدم“ على صعيد المعرفة العلمية بالحيوان، فقد ظلت تلك المعرفة تختلط عند البعض بمختلف زوايا النظر، حتى إننا شهدنا في العصر الذي أطلق عليه عصر الأنوار بفرنسا، مذبحة كبرى للقطط… وما تزال أنواع من الحيوانات تعتبر لذيذة في الأكل …وما يزال بعضها دون آخر يعتبر محرما أكله عند بعض الجماعات البشرية، وما يزال بعضها يعتبر مقدسا… وتعتبر بعض الحيوانات مفضلة في أعمال السحر …ناهيك عن مختلف التعبيرات الرمزية التي يضطلع بها الحيوان في الحياة السياسية أو الرياضية أو الفنية والأدبية…
في المقابل، هناك تيار ما انفك يُسمع صوته مناديا بعدم تناول الحيوان في الأكل أو اصطياده أو ذبحه… من بين كل زوايا النظر المتعددة للحيوان، سنركز على الجانب العجائبي في جنس الرحلة من خلال نماذج من رحلة ابن بطوطة المعروفة بـ“تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار“ .ولأنه يصعب الإحاطة بكل العجيب الحيواني في هذه الرحلة، اكتفينا، بما يناسب المسموح به في هذا المقام بانتقاء بعض النماذج في البر والبحر، وما يفترض بكونه يطير.
عبد الواحد بنعضرا
تتمة المقال تجدونها في العدد 97 من مجلتكم «زمان»