سافر الحاج إدريس العمراوي إلى فرنسا في صيف .1860 وهناك التقى نابليون الثالث، وحين عاد انكب على كتابة ملاحظاته التي لا تختلف عمن سبقوه أو لحقوه في الإقرار بتفوق الآخر وذمه في الوقت نفسه.
بعد مضي ستة عشر ستة على هزيمة المغرب أمام فرنسا في معركة إيسلي في صيف سنة 1844، وبعد مرور أربع سنوات على إجباره من طرف بريطانيا على توقيع معاهدة زعزعت أسس اقتصاده مع نهاية سنة 1856، وعقب هزيمته القاسية في ربيع سنة 1860 أمام إسبانيا، لجأ السلطان محمد ابن عبد الرحمان (1859-1873)، الحديث العهد بكرسي العرش، إلى الانفتاح على القوى الأوربية المؤثرة بشكل كبير في الملف المغربي عصرئذ، عبر إرسال سفارتين متزامنتين، صيف سنة 1860، إلى كل من بريطانيا وفرنسا.
كان للسفارة المغربية المتوجهة إلى باريس وقعها الخاص، فعلى رأسها وزير ابن وزير، والوجهة عاصمة دولة صارت مع مرور الوقت لا تترك فرصة تمر دون استفزاز المغرب، واستغلال مشاكله الداخلية لإحداث اختراقات في حدوده الشرقية، وقضم أجزاء من خريطته، وتسويق صورة الدولة الأجدر بوضع اليد على البلاد التي تقع غرب حدودها في الجزائر. هذا في وقت كان في السلطان الجديد يدرك حجم هذه الأخطار، وهو الذي خبر الهزيمة أمام الفرنسيين، منذ أن كان وليا للعهد وقائدا للجيش المغربي في إيسلي، ويعرف أيضا أن ما بعد الانكسار أمام الإسبان يستدعي تحركا دبلوماسيا سريعا لاحتواء الموقف، خاصة مع الجار المزعج في الشرق.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 20 من محجلتكم «زمان»