قال الفاتيكان اليوم الأربعاء أنه سيعلن قريبا قداسة الراهب والناسك الفرنسي شارل دو فوكو الذي عاش راهبا في الجزائر، و”مخبرا” في المغرب في نهاية القرن التاسع عشر، والذي مهّد بكتاباته للاستعمار الفرنسي.
وأعلن المكتب الإعلامي التابع للفاتيكان أن البابا فرنسيس “سمح الثلاثاء بنشر ثمانية مراسيم” يصادق أحدها على أعجوبة منسوبة للناسك شارل دو فوكو. وستكون هذه ثاني أعجوبة منسوبة للراهب الذي قتل في 1916 في الجزائر حيث كان يعيش وسط قبائل الطوارق، ما يفسح المجال لإعلان قداسته قريبا.
ولد شارل دو فوكو لعائلة أرستقراطية وكان ضابط خيالة في الجيش الفرنسي في شمال إفريقيا، وقام باستكشاف المغرب. وانتسب إلى كنيسة القديس أوغسطين في باريس، واعتنق حياة من الإيمان والزهد والتعبد متعمدا إعطاء المثال بسلوكه وليس بالتبشير، وتنقل من فرنسا إلى سوريا ثم إلى الناصرة، وبعدها عاش ناسكا بين قبائل الطوارق في تمنغست في صحراء الجزائر مطلع القرن العشرين.
لكن بحسب المصادر التاريخية فإن دوفوكو كان عسكريا متنكرا في جلباب راهب، وقد ساعد كتابه الكبير: “التعرف على المغرب” الصادر في سنة 1888، السلطات الفرنسية في التوغل إلى المغرب واستعماره. كتب هنري دوفيريي المستشرق والمستكشف الفرنسي بأن كتاب دوفوكو “أعاد استكشاف 689 كيلومترا من أعمال من سبقوه، بدقة أكبر، مضيفا إليها استكشافات جديدة على مدى 2250 كيلومترا (…) وحدد 45 قمة و40 منخفضا، ومنحنا تفاصيل حول 3000 مرتفع، بينما لم نعرف سوى عشرات المرتفعات. إنه حقا عهد جديد يفتح أمامنا”.
كان دوفوكو شديد الحرص على تدقيق ما بدا له اختلافا “عرقيا”، ولغويا، لهاته القبيلة عن تلك، قدر اهتمامه بإحصاء عدد البنادق والخيول التي تتوفر عليها كل قبيلة، بل كل داور من الدواوير التي مر عليها.