نقلت فرنسا إلى المغرب تجربة المخيمات، ونظمت أولها في عام 1918 تحت إشراف زوجة ليوطي، قبل أن ينخرط فيها المغاربة ويجعلونها إحدى الساحات للنضال.
في سنة 2018، حلت الذكرى المائة على ظهور أول مخيم بالمغرب. ورغم أن المراجع، على ندرتها، كانت تشير إلى أن أول مخيم أقيم بالمغرب، ظهر في أربعينيات القرن الماضي، وكان له دور في مقاومة الاحتلال الفرنسي، إلا أن وثائق جديدة كشفت أن المغرب شهد مخيمات على أرضه، منذ العقد الأول من فترة الحماية. عرفت فرنسا قبل فترة الحماية على المغرب عدة أشكال للمخيمات أقيمت على أراضيها، منها في سنة 1876 على شكل مخيمات دينية، ثم انتقلت سنة 1889 إلى مخيمات حضرية، ذات طابع تربوي وترفيهي للأطفال على شكل تجمعات عائلية. كانت الدراسات المتوفرة في السنوات الأخيرة، تشير إلى أن «المخيمات بالمغرب ظهرت لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي، إذ لم يعرف المغرب قبل فترة الحماية، تنظيم أي نشاط بمفهومه التربوي الحديث حتى سنة 1940». وظهرت الأشكال الأولى للتخييم من طرف السلطات الفرنسية، وذلك بإقامة مخيمات بالقرب من معسكرات الجيش، لعدة أسباب يقسمها الباحثون إلى دوافع اجتماعية وسياسية. “زمان” تحفر في دراسات ووثائق جديدة، من الأرشيف الفرنسي وتكشف عن الأشكال الأولى للمخيمات ما بين الحربين العالميتين، ثم دور الأنشطة الشبابية في مناهضة الاستعمار، وصولا إلى فترة الحسن الثاني. بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب، عملت السلطات الفرنسية تقعيد مؤسساتها ونقل تجاربها في عدة مجالات، بما فيها الأنشطة الثقافية والتربوية. وقد يعود الفضل في معرفة أول مخيم بالمغرب، لباحث مغربي يقطن بفرنسا، استطاع قبل سنوات، الاطلاع على وثائق الأرشيفات الوطنية لما وراء البحار، التي تضم أرشيفات المقيم العام الفرنسي خلال تواجده بالمغرب في فترة الحماية، تحتوي على بعض المراسلات الإدارية الخاصة بالمخيمات الصيفية بالمغرب. ويؤكد هذا الباحث الأكاديمي إسماعيل بوهاشم، في حديثه مع “زمان”، أن الحماية الفرنسية استقدمت إلى المغرب “الهلال الأحمر الفرنسي”، وكان يضم عدة جمعيات، من بينها “اتحاد نساء فرنسا”، الذي كان حافلا بالأنشطة والبرامج التربوية. وبحسب الوثائق التي اطلع عليها الباحث، فإن أول مخيم أقيم بالمغرب، نظمه اتحاد نساء فرنسا سنة 1918، تحت إشراف زوجة المقيم العام مارشال ليوطي.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»