لم يكن كل قادة جبهة التحرير الجزائرية على قلب واحد، بل وصلت الخلافات إلى حد تصفية أحدهم داخل فيلا كانت تملكها الجبهة في تطوان بالمغرب. “زمان” تعيد فتح تفاصيل هذه الواقعة.
في سنة 1957، وبينما كان المغرب قد طوى صفحة الاستعمار الفرنسي، كانت جبهة التحرير الجزائرية ما تزال تقاوم الاستعمار مستفيدة من دعم المغرب الرسمي الذي سمح لعدد من أعضائها بالاستقرار في المملكة والنشاط داخلها. لكن اسم المغرب في تاريخ جبهة التحرير الجزائرية، سيرتبط أكثر بجريمة اغتيال عبان رمضان واحد من أبرز رجالات الثورة والذي قتل في مدينة تطوان على يد عدد من رفاقه وظل جثمانه في المغرب عالقا لأزيد من 13 سنة. “زمان” تعيد فتح تفاصيل هذه الواقعة. قبل أزيد من ستين سنة ستكون مدينة تطوان في شمال المغرب مسرحا لواحدة من أكثر جرائم الاغتيال السياسي غموضا في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية. فإذا كانت الحركة الوطنية المغربية مثلا قد شهدت حرب تصفيات جسدية بعد رحيل فرنسا عن المغرب فإن صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائرية قد عرفتها في خضم الثورة وحتى قبل القضاء على الاستعمار. ولا تزال كثير من تفاصيل اغتيال عبان رمضان على يد رفاقه في السلاح مبهمة إلى حدود اللحظة رغم الكم الهائل من الشهادات والمؤلفات التي رويت حولها.
مهندس مؤتمر “الصومام”
بعد التحاقه بالثورة إثر خروجه من السجن في يناير من سنة 1955، عمل عبان رمضان على محاولة توحيد صفوف الحركة الوطنية الجزائرية تحت لواء جبهة التحرير الوطني. «استطاع عبان رمضان أن يظهر مساعيه في جمع الفئات الشعبية والأقطاب الوطنية على الرغم من الاختلافات الإيديولوجية، وكان يرى أن جبهة التحرير ملك لكل الجزائريين، وجعل منها تجمعا وطنيا واسعا، عكس ما كان يريده بعض القادة في جعلها هيئة لقدامى المنظمة الخاصة»، يصف محمد حربي دور عبان في كتابه “جبهة التحرير الوطني، الأسطورة والواقع”.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»