جاء بوبكر الجامعي من عالم المال والأعمال ليؤسس واحدة من أبرز تجارب الصحافة المستقلة في تاريخ المغرب التي طبعت مرحلة ما عرف بالتناوب التوافقي وانتقال العرش من الملك الحسن الثاني إلى الملك الحالي. ترك بوبكر الجامعي “بنك أوبلاين” الذي أسسه ليزاول حرفة والده، ويكون شاهدا على محطه هامة في التاريخ المغربي المعاصر. في هذا الحوار، الذي خص به مجلة “زمان”، يستعيد الجامعي ذاكرة تأسيس «لوجورنال» كمحاولة لمرافقة ومواكبة الانتقال الديمقراطي اقتداء بتجربة “الباييس” في إسبانيا، كما يتطرق إلى العلاقة مع رجال الدولة ومنع «لوجورنال» في مناسبتين وغيرها من الأحداث التي بصمت تاريخ هذه الجريدة.
كيف جاءت فكرة تأسيس «لوجورنال»؟
إذا كان من الممكن تحديد حدث بارز أثر في تأسيس “لوجورنال” سيكون بكل تأكيد هو مرحلة التناوب. أتذكر أنه كان هناك نقاش كبير في محيطنا حول هذا الانتقال. كنا نمثل مجموعة تعتقد أن التناوب يمثل تحولا هاما مفصليا في تاريخ المغرب. بينما كان كثيرون حولنا لا يشتركون معنا في هذا الرأي ومن بينهم والدي. يمكنني أن أقول إن “لوجورنال” كان مشروعا حمله مقاولون. مؤسسو “لوجورنال” كانوا قادمين من عالم المقاولة. والمقاولة تعني المخاطرة. إذن في الأصل هي مغامرة اقتصادية ومقاولاتية. كنا مؤمنين بأن الأمر يستحق المحاولة وأن بإمكاننا النجاح. تقديرنا في ذلك الوقت كان أن المناخ العام يسمح بخلق وسيلة إعلام يمكنها الذهاب أبعد مما ذهب إليه الآخرون. وهنا لا أدعي أن «لوجورنال» كانت الوحيدة التي لديها الجرأة، كان هناك صحافيون أكثر شجاعة منا سواء قبل أن نخرج إلى الوجود، أو أثناء وجودنا أو حتى بعد وجودنا.
كثير من المؤسسين جاءوا من تجربة “لافي إيكو”، ما السر في ذلك؟
صحيح، هذه التجربة الصحافية لعبت دورا هاما في ميلاد “لوجورنال” فمعظم الصحافيين والتقنيين أتوا منها وأنا أيضا كنت أنشر عمودا على صفحاتها. ما رأيناه ينجح هناك على المستوى الاقتصادي بدأ يلهمنا، تحريريا أيضا كان لديهم هامش مهم من الحرية بالمقارنة مع الآخرين. وهذا أقنعنا بتحليلنا الذي كان يقول إن الملكية بدأت تقتنع بأن استقرارها رهين بالانفتاح على الصحافة ولو بشكل تدريجي. إذن في هذا المناخ الضبابي، الذي كان يعيشه المغرب، كان حلمنا أن نكون المجموعة الصحافية التي تؤطر النقاش العام في المجتمع في هذه المرحلة الانتقالية إلى غاية الوصول إلى الديمقراطية، كان حلمنا السير على خطى “الباييس”.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»