منذ نجاح الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه حليف وصديق الملك الراحل الحسن الثاني، طبع التوتر العلاقات المغربية الإيرانية على مر العقود الأخيرة. ورغم أن العلاقات كانت تعود لمسارها الطبيعي والعادي في مراحل متعددة إلا أنها سرعان ما تدخل مجددا مرحلة القطيعة، وبمبادرة مغربية في معظم الحالات كما حصل قبل أسابيع. “زمان” تعود إلى قصة الخصومة الإيرانية المغربية.
في الأول من شهر ماي 2018، سقط الخبر مفاجئا وغير متوقع على الإطلاق. وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يعلن، أمام جمع من الصحافيين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هكذا، لم تصمد العلاقات بين الطرفين أكثر من ثلاث سنوات منذ عودتها باتفاق بين الطرفين، وبرر الطرف المغربي هذه المرة قراره بمعلومات مؤكدة تتوفر عليها الرباط بخصوص اتصالات بين جبهة البوليساريو وحزب لله اللبناني أحد حلفاء طهران السياسيين وذلك بمباركة إيرانية. وأفادت الرباط أن سفارة إيران في الجزائر قد سهلت هذه الاتصالات التي أفضت إلى قيام عناصر من التنظيم اللبناني الشيعي بتدريب ميليشيات البوليساريو عسكريا على حرب العصابات بالإضافة إلى تزويدها بالسلاح. ورغم تبريرات الدبلوماسية المغربية التي قالت إنها قدمت دلائل دامغة لإيران على تورط حليفها اللبناني ودبلوماسييها في الجارة الجزائر، فإن طهران نفت جملة وتفصيلا هذه الاتهامات واعتبرتها مبررات واهية لقطع العلاقة. وكرر الدبلوماسيون الإيرانيون نفيهم للاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية المغربية في تصريحات متعددة منذ تاريخ اتخاذ هذا القرار. وأشارت إيران بشكل مباشر إلى أن هذه “الاتهامات الفارغة” هي مجرد محاولة لإرضاء أطراف أخرى. وتذكر الأزمة الجديدة بين البلدين بأزمة سنة 2009، حينما قطعت الرباط بمبادرة منها مرة أخرى العلاقات مع إيران احتجاجا على الرد الإيراني “غير اللائق” على إعلان المغرب تضامنها مع البحرين (بسبب تصريحات لأحد مسؤوليها اعتبر فيها البحرين مقاطعة إيرانية).
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 56 من مجلتكم «زمان»