سارعت السلطات الفرنسية، بمجرد فرض الحماية، إلى بناء سجون لاعتقال مجرمي الحق العام، وأيضا استعدادا لإسكات الوطنيين الذين سيصدحون في وجهها بكلمة “لا”.
أحدثت سلطات الحماية عدة سجون ومراكز في مدن مغربية مختلفة. كان أبرزها لعلو في الرباط وعين قادوس في فاس، فضلا عن سجني القنيطرة وكلميمة. كما أحدثت سجونا فلاحية، كان أهمها سجن العدير الواقع بين مدينتي الجديدة وأزمور، وعين علي مومن في جهة سطات. كانت أغلب المؤسسات السجنية “عامة” إن أمكن القول، بمعنى أنها كانت تستقبل مجرمي الحق العام، سواء كانوا خطيرين أم لا، كما كانت تستقبل السياسيين، خاصة الوطنيين المغاربة، الذين كان من بينهم محمد الديوري، والذي عمد إلى إطلاق اسم مومن على ابنه البكر، حتى يظل يستذكر مقامه داخل سجن عين علي مومن.
عملت السلطات الفرنسية، أحيانا، على إحداث سجون مؤقتة بهدف احتجاز مقاتلي قبيلة انخرطت في المقاومة المسلحة ضد الغزو الفرنسي أو الإسباني. وعموما، كان يطلق سراح أغلب المعتقلين بعد أسابيع أو بعد عدة أشهر على الأكثر، فيما كان القادة وكبار المتمردين يُقتادون إلى مؤسسات نظامية. وأثناء الفترات المتوترة سياسيا، كانت السلطات الاستعمارية تقيم سجنا خاصا بمعارضيها الرئيسيين.
المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 56 من مجلتكم «زمان»