عمل السلطان أحمد أو بابا أحمد، قبل أن يحمل لقب المنصور، على إرساء نموذج يقوم على مصدر شرعية شريفة تنتسب إلى آل البيت النبوي، بما يؤهله لأن يكون خليفة للمسلمين في أرض الله الواسعة .ولذلك، سعى إلى تقوية معارفه الدينية، ورعى الفقهاء، ووطد علاقاته بالزوايا. كما عمل المنصور السعدي، المنتشي بالنصر الساحق على جيش الملك البرتغالي سيباستيان، على تأسيس جيش محترف، يعتمد النار والبارود، على شاكلة انكشاريي العثمانيين، وهو العارف بتقنيات الباب العالي الحربية. ولتكتمل العظمة السلطانية، حرص من سيحمل لقب الذهبي، في وقت لاحق، على ترسيخ طقوس مخزنية ملازمة لأبهة الملك، يكيل له الشعراء المديح، ويخلد له مؤرخ إنجازاته. “زمان “تقتفي أثر أحد أعظم سلاطين المغرب الحديث.
انعتق المغرب مع دولة السعديين من فترة اضطرابات وحقبة مُدْلهمّة طبعت دولة الوطاسيين. عرف المغرب في تلك الفترة أزمة وجودية منذ احتلال سبتة سنة ،1415 من قِبل البرتغاليين، وتواتُرِ هجمات الصليبيين واحتلال البرتغاليين لمرافئ بالمغرب. يعتبر سقوط سبتة مرحلة مفصلية في تاريخ المغرب قطعت مع مرحلة، كانت الضفة الجنوبية في غرب البحر الأبيض المتوسط ندا لغريمتها في الشمال، وكانت بلاد المغرب مصدر الثروة، أو حسب المؤرخ ميشيل أبي تبول “ “Abitbolكانت بلاد المغرب تضطلع بما سوف تضطلع به أمريكا لاحقا بالنسبة لأروبا، من الإمداد بالخيرات واليد العاملة .انتهت تلك العلاقة الندية بين الضفتين، منذ سقوط سبتة، لتصبح الضفة الجنوبية، منذ ذلك التاريخ، في وضع التبعية.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»