جاء جوزي فاريا إلى المملكة عن طريق الصدفة فقط، وهنا صنع له مسارا مرصعا من ذهب في تاريخ كرة القدم المغربية، قبل أن تخذله الأقدار في الأيام الأخيرة من حياته.
لم يكن البرازيلي جوزي فاريا لاعبا متميزا في عالم المستديرة، يمكن أن يقارع النجوم الذين كانت تعج بهم بلاد السامبا، كما لم يكن قد وقع على مشوار احترافي في التدريب، يمكن أن يرتبط اسمه بكبار المنتخبات والأندية العالمية. وحتى لما حط رحاله بالمغرب، كان الناس يتساءلون، باستغراب، عن خلفية الرجل وعن قدراته في قيادة أسود الأطلس إلى الاستحقاقات الرياضية الدولية الكبرى.
اختيار الحسن الثاني
حل جوزي فاريا بالمغرب في وقت كان أسود الأطلس يعيشون أزمة نتائج. ذلك أنه في أواخر عام 1981، أقصي المنتخب المغربي من مونديال إسبانيا أمام نظيره الكاميروني. وقبل ذلك بسنتين، تجرع هزيمة مذلة على يد الجزائريين في الدار البيضاء. منذئذ، أصبحت كرة القدم “قضية دولة”، وأصبحت حاضرة في فكر الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان اختياره لـ«الناخب الوطني حقيقة تاريخية لا تناقش»، كما يذكر منصف اليازغي في مؤلفه “مخزنة الرياضة”. ويشير مصدر دبلوماسي مغربي، تحدث لـ”زمان” وطلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الملك الحسن الثاني، الذي أعجِب كثيرا بأسلوب لعب المنتخب البرازيلي في مونديال إسبانيا 1982، قرر منذ تلك اللحظة أن لا يكون المدرب المقبل لأسود الأطلس إلا برازيليا. ثم أرادت الأقدار أياما قليلة بعد نهاية المونديال، يضيف المصدر الذي كان قريبا من الأحداث، أن يستقبل الحسن الثاني بالقصر الملكي بالرباط، قناصلة ومستشارين اختيروا لتمثيل المغرب في أهم سفاراته عبر العالم. من بين هؤلاء اختير أحدهم للالتحاق بسفارة المغرب في البرازيل والأرجنتين انطلاقا من ريو ديجانيرو، «بمجرد ما قُدِّم للحسن الثاني، حتى فوجئ الحاضرون بالملك يسأل الماثل أمامه: “هل تهتم بكرة القدم؟
عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»