يعد بنك باريس والأراضي المنخفضة أحد أبرز الأدوات التي استعانت بها فرنسا لخدمة مشروعها الاستعماري، فما هو الدور الذي لعبه البنك الباريسي في التمهيد الاقتصادي لاستعمار المغرب؟.
قبل أن تفرض فرنسا الحماية بشكل رسمي على المغرب، سنة 1912، كان لا بد من أن تمهد لهذه الخطوة الهامة بإحكام السيطرة على القرار الاقتصادي والمالي للدولة المغربية من خلال الديون، مستغلة الوضع الهش وغير المستقر الذي كان يعرفه المغرب في ذلك الوقت. ولتطبيق استراتيجية “التغلغل السلمي” التي كان يراهن عليه الفرنسيون حينئذ، كان لا بد لهم من الاعتماد على أذرع اقتصادية ومالية قوية. وقد مثل بنك “باريس والأراضي المنخفضة”، (باريبا حاليا)، أحد أبرز هذه الأسلحة التي استخدمتها فرنسا للتحضير لإحكام قبضتها على المغرب، قبل أن يتحول البنك، بعد أن ثبت الفرنسيون أقدامهم على الأرض المغربية، إلى المتحكم والمهيمن الأول في الاقتصاد المغربي عبر مختلف الشركات التي عمل على خلقها أو المساهمة في رأسمالها.
الدائن الأول
منذ تأسيسه في باريس سنة 1872 كبنك للمشاريع نتيجة اندماج بين بنك الائتمان والإيداع في الأراضي المنخفضة وبنك باريس، تخصص البنك في منح القروض للحكومات أو الشركات وغيرها، وكذا في المساعدة في خلق شركات أو المساهمة في إعادة هيكلتها. ومنذ تأسيسه، نشط في المساهمة في العمليات المالية الدولية، وهو ما جعله مؤهلا في نظر الدولة الفرنسية للاطلاع بدور عراب عملية الهيمنة على الاقتصاد المغربي. هكذا، كان بنك باريس والأراضي المنخفضة حاضرا، بقوة، منذ سنة 1902، أي عندما قام، بقيادة اتحاد للأبناك، بالتوقيع على عقد القرض بين الدولتين الفرنسية والمغربية. وحرص مدراء البنك، وقتئذ، على الضغط على الحكومة الفرنسية، لكي تكون لهم اليد الطولى في هذه العملية.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»