انطلاقا من مغربية الصحراء وروح الوطنية، مرورا بالنضال والتضحية، يمزج البروفيسور سعيد المتوكل ذكريات الطفولة وسنوات البحث الجامعي والتمارين السريرية، ليقدم شهادة صادقة في حق عائلة المانوزي التي قدمت الغالي والنفيس لخدمة القضية) أو بالأحرى القضايا) الوطنية.
ترك الشهيد إبراهيم المانوزي، عضو جيش التحرير والضابط السابق في الجيش الملكي المغربي، وصية مفادها أنه مهما كانت آراؤنا، ومهما كان اختلافنا، أنه لا تنازل عن قضيتنا الوطنية الأولى: الوحدة الترابية للمغرب. هذه الشهادة تكتسي أهمية بالغة في الظروف التي تعرف تكالب بعض القوى على المغرب، وعلى وحدته الترابية ونظامه السياسي والاجتماعي. وهي مناسبة جعلتني أدون هاته الخواطر، وأسطر كذلك بعض المعطيات التاريخية التي عرفها المغرب في هذا العهد الحديث. كما ستكون مناسبة لي أن أعبر عن مكنونات نفسي حول عطاء هذه العائلة الكريمة للوطن وإن كانت لا تحتاج إلى شهادتي. إن وصية الشهيد إبراهيم المانوزي، تحيلنا إلى مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب التي قيل فيها الكثير وما زالت تثير الكثير من الفضول الأكاديمي لسبر أغوارها.
أبناء الجنوب الأمازيغي
لقد عرف المغرب في بداية القرن الماضي احتلالا من لدن قوتين استعماريتين، قسمتا المغرب إلى محميتين: واحدة في الوسط، متمثلة في فرنسا، ووجهتين في الشمال والجنوب احتلتهما إسبانيا. لقد قاومت الحركة الوطنية بجميع أطيافها الاستعمار الغاشم، كما كان ذراعها العسكري متمثلا بجيش التحرير الذي قاوم في جميع ربوع المغرب وخصوصا في جنوبه.
سعيد المتوكل
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»