احتفى المغاربة بالمفكرين الذين أولوا أهمية قصوى لإيجاد أجوبة عن ماضيهم ومستقبلهم ترتبط بالأمتين العربية والإسلامية، فيما تجاهلوا من ينطلق من الحاضر لتفجير الاختلافات.
عادة ما يحيل النقاش على أسماء بعينها عند الحديث عن الفكر وعلى ممارسة فكرية محددة. ويقصد المغاربة عند حديثهم عن الفكر ممارسة ذهنية تقترب إلى حد ما من التجريد، وتحاول التعميم قدر المستطاع، حتى ولو تطلب ذلك الإطناب المفرط .فَيُسَمُّون مفكراً كل من طرح السؤال حول مصير المغرب، ماضيه ومستقبله، ويولونه أهمية قصوى، بل تكون الأولوية لكل من حاول أن يربط المغرب بالعالم العربي والإسلامي. بمعنى من المعاني، إنهم ينتظرون أجوبة عن ماضيهم وعن مستقبلهم، ويريدون أن تكون تلك الأجوبة مرتبطة أيما ارتباط بماضي ومستقبل الأمة العربية والأمة الإسلامية. وكل من لم يفكر في هذا الاتجاه، عليه أن يكتب بلغة أخرى، ويتعلق الأمر هنا باللغة الفرنسية في غالب الأحيان.
على هذا الأساس، يمكن اعتبار أن ما يسمى بالفكر المغربي فكر عروبي إسلاموي. والغريب في الأمر أن حتى عددا كبيرا ممن يدافعون عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين ينخرطون في هذا الاتجاه، إذ لا يربطون أبدا بين النضال من أجل اللغة والثقافة، واستهلاك ما يسمى بالفكر.
موليم لعروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»